نعم لا يحتاج البدن بعد خروج الروح منه إلا أن يقبر ويدفن وإلا يكون جيفة مؤذية، فحياة البدن إذا بالروح وموته هو إخراج الروح منه لا أكثر ولا أقل.
أما حياة الروح فيقول (ع): والعقل حياة الروح، ومعنى هذا أن الإنسان إذا تخلى عن العقل وإرشاداته وتركه وراء ظهره واسترسل إلى شهوات نفسه الأمارة بالسوء باستمرار فهو إنسان ميت وإن كنت تراه يأكل ويشرب ويقوم ويقعد ويقول ويفعل ولكنه ميت الأحياء، ولقد أجاد المتنبي حيث يقول:
إنما الميت ميت الأحياء.
ليس من مات فاستراح بميت.
وقال أبو العلاء المعري:
ولكن لا حياة لمن تنادي ولكن ضاع نفخك في الرماد.
لقد أسمعت لو ناديت حيا ونار إن نفخت بها أضاءت.
وهذا المعنى أخذه من القرآن المجيد في آيات عديدة وأساليب منوعة منها قوله تعالى: (أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ([النحل / 22]، ومنها قوله عز من قائل مخاطبا رسوله الأكرم (ص):: (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين (80) وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ([النمل / 81 - 82].