ويعني كما أن المرآة تبصر بها محاسن جسمك وثيابك من عيوبها مثلا كذلك بالعقل تعرف رشد نفسك من غيها، ولكن يجب عليك أن تأخذ رشدها من مرآة عقلك السليم لا بالوهم والرأي السقيم.
وبعض يشبه العقل بالنور الذي تبصر به طريقك في الظلمات، كذلك تعرف بنور العقل طريق النجاة من الهلاك والحق من الباطل.
وقد جاء في حديث عن النبي (ص) أنه قال: العقل نور في القلب يفرق به بين الحق والباطل (1).
والغرض إن العقل والتفكير من مظاهر النفس وصفاتها وكذلك العلم والجهل والإرادة الخيرة أو الشريرة والعقائد الحقة أو الباطلة والعبادات والاتجاهات الصحيحة أو السقيمة والخلق الكريم أو الذميم إلى غير ذلك من مظاهر الروح من الفرح والسرور والهم والغم والحب والبغض... الخ.
الاتصال بين الروح والجسم وشاء الله تبارك وتعالى خالق الإنسان أن يجعل الاتصال بين هذين العنصرين الروحي والجسمي اتصالا وثيقا بحيث يتأثر كل واحد منهما بتأثر الآخر، مثلا لو أن الجسم أصيب بصدمة أو مرض أو جرح في بعض أعضائه ترى أن الروح تشعر بالألم والوجع وأثر ذلك على الجسم كله لاتصال الروح به كله.
ومن هنا جاء في الحديث الشهير: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا تألم عضو منه تداعت له سائر الأعضاء