قصة الإمام موسى بن جعفر مع شقيق البلخي وقد احتج الإمام موسى بن جعفر بهذه الفقرة من الآية على شقيق البلخي حينما ظن به سوءا وأقبل عليه يعاتبه ويوبخه على ما ظن به من السوء. وقصة شقيق مع الإمام موسى (ع) من القصص الشهيرة ويرويها الكثير من إخواننا أهل السنة كابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول وغيرهم كثير عن حاتم الأصم أنه قال: حدثني شقيق البلخي قال: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسية فبينما أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف البدن فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا عن الناس فقلت في نفسي: ان هذا الفتى من الصوفية يريد ان يكون كلا على الناس في طريقهم، والله لأمضين إليه ولأوبخنه، فدنوت منه فلما رآني مقبلا عليه قال: يا شقيق (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم (ثم تركني ومضى، فقلت في نفسي: ان هذا لأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي ونطق باسمي وما هذا إلا عبد صالح لألحقنه ولأسألنه ان يحلني، فأسرعت في أثره فلم ألحق به وغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري فقلت في نفسي: هذا صاحبي أمضي إليه وأستحله، وصبرت حتى جلس فأقبلت نحوه فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق أتل (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ([طه / 83] ثم تركني ومضى، فقلت في نفسي: ان هذا الفتى من الأبدال لقد تكلم
(١١٧)