الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١١٨
على سري ونطق باسمي مرتين فلما نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على بئر يستقي ماء إذ سقطت الركوة من يده في البئر وأنا أنظر إليه فرأيته وقد رمق السماء بطرفه وسمعته يقول:
وقوتي إذا عدمت الطعاما.
أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء.
إلهي وسيدي ومولاي مالي سواها فلا تحرمنيها، قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها حتى مد يده وأخذ الركوة فملأها ماء فتوضأ وصلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بكفيه ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام، فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكر فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب رائحة فشبعت ورويت وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ثم لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نصف الليل قائما يصلي بخضوع وخشوع وانين وبكاء ولم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى الغداة وطاف بالبيت وخرج فتبعته وإذا له حاشية وجماعة قد أحاطوا به يمينا وشمالا من خلفه ومن أمامه وخدم وحشم واتباع وهو على خلاف ما رأيته في الطريق وقد دار الناس يسلمون عليه ويتبركون به فقلت لبعض من يقرب منه: من هذا الفتى؟ فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. فقلت: قد عجبت ان تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 129 130 131 ... » »»