ولم يؤمن بقلبه فلا تتبعوا عثرات المؤمنين فإنه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة وفضحه في جوف بيته (1).
فهذا النص النبوي الشريف يدل بوضوح على إن من تتبع عثرات المؤمنين ليس بمؤمن حقيقي وإن الله سبحانه سيتتبع عثراته يوم القيامة ويفضحه في جوف بيته (أي في الدنيا).
وجاء في حديث آخر عن النبي (ص) إنه قال محذرا أمته: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تنابزوا ولا يغتب بعضكم بعضا وكونوا عباد الله إخوانا (2).
نعم هكذا تعلمنا الشريعة الإسلامية الغراء والسنة النبوية الشريفة أن نكون متآخين متحابين ومتخلقين بالأخلاق الفاضلة التي تحبب بعضنا لبعض وتحذرنا من سوء الظن وتنهانا عن التجسس والتقاطع والتحاسد والتنابز والغيبة فإن هذه الخصال المنهي عنها تبعد بعضنا عن بعض وتبغض أحدنا للآخر، وانظر كلمة (عباد الله) التي ادخلها النبي (ص) بين كلمتي (كونوا) و (إخوانا) فكم فيها من عبرة إذ علل (ص) ضرورة كونهم إخوانا بكونهم عباد الله أي انهم مربوبون لرب واحد عابدون له وحده لا شريك له فعليهم إذن أن يتآلفوا ويتحابوا كما تتآلف وتتحاب الأخوة لأب واحد، ويقول (ص) موضحا هذه الحقيقة في حديث شهير: مثل المسلمين في