وزينه بتينك الفضيلتين اللتين هما (نتيجتا) (مقدمتي) الإيمان والإخلاص هو مولانا وشيخنا العلامة الجليل والباحث الأصيل الكاتب الإسلامي النادر المثيل، الجوالة في فدافد البحوث والأنظار، البارع المتكلم النظار الأستاذ الشيخ عبد اللطيف البغدادي - لا زال عاطر ذكره الشريف حديث الرائح والغادي وما عسى أن يقول فيه القائل وهذه آثاره العتيدة ناطقة بلسان حالها.
فإن وجدت لسانا قائلا فقل.
ولقد وجدت مجال القول ذا سعة.
أجل: لقد قدم شيخنا المفضال للمكتبة الإسلامية من بحوثه القيمة ودراساته الجادة المتسمة بالدقة والرصانة المتشحة بالصدق والأمانة ما أضحى غرة شادحة في جبهة مجده المؤثل و (درة يتيمة) في عقده المفصل، وهو أدام الله مجده وأعلى سعده ما برح جليس كتاب وجليس محراب، وأما الخطابة فهو اليوم في بغداد واحدها بل أو حدها فما أحراه أن يكون المخاطب بما قال الأديب المتقدم:
لتلقيك رحيبا منك أم ضمخ طيبا؟..
شرح المنبر صدرا أترى ضم خطيبا.
وإنك لتراه في كل ما كتب وسطر من مصنفات متين الحجة، صادق اللهجة، شديد المنة، قوي العارضة، مستحضر الدليل، بارع الإلزام مجانبا (للدلالة الخطابية) وإن كان خطيبا يأخذك في منهج سديد لا عوج فيه ولا أمت إلى حيث المهيع اللاحب الصوي الآمن العثرات لتصل حبلك بالعروة