الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٨
وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ([فصلت / 45]، أي إن الذين لا يؤمنون بالله وآياته في آذانهم وقر وهو الثقل في الأذن أو فقدان للسماع فلا يسمعون نصائحه وما تضمنه من هدى وشفاء وهو عليهم عمى أي كأنهم عميان لا يبصرون ما به من الهدى والشفاء وأن أولئك الذين لا يؤمنون كأنهم ينادون من مكان بعيد لذلك لا يسمعون.
والآية الأخرى في سورة يونس وهي تصف ما جاء من الله في القرآن بأنه موعظة وشفاء لما في الصدور أي في النفوس وأنه هدى ورحمة للمؤمنين حيث قال عز من قائل: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ([يونس / 58] فعبرت هذه الآية الشريفة عن القرآن بأنه موعظة وشفاء وهدى ورحمة.
الأحاديث التي تنص أن القرآن فيه الشفاء وأما الأحاديث والأخبار الواردة عن النبي (ص) وعلي وسائر أهل البيت " في مدح القرآن وما تضمنه من المنافع والتي منها الشفاء، فهي كثيرة، منها:
1 - ما ورد عن النبي (ص) أنه قال: القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور المبين والشفاء النافع فاقرأوه فإن الله عز وجل يؤجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) حرف واحد... ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة (1).

(١) المأدبة ما يصنع من الطعام المنوع للمدعوين وكون القرآن مأدبة الله أي فيه الغذاء المنوع للإنسان روحا وجسما، وقد دعانا الله إليه فعلينا أن نتعلمه. راجع الحديث في (البحار) للمجلسي ج 92 ص 19 نقلا عن (جامع الأخبار).
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»