الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٧٦
الصراحة صفة حميدة إذا لم تخرج عن دائرة الخلق والأدب، كما ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار الطرف المقابل وقدرته على التحمل.
يقوم بعض الأزواج - ومع الأسف، وحيث لم تمر بعد إلا أيام معدودة على زواجه - بمصارحة زوجه بعيوبه، الأمر الذي يجعل الطرف الآخر عرضة لتلقي الطعنات، فينطوي على نفسه حزينا يتحين الفرصة للانتقام في المستقبل.
أية صراحة هذه التي تؤدي إلى اشتعال النار لتحرق البيت ومن فيه؟! وأية صراحة هذه إذا كانت تفعل في نفس الإنسان فعل الخنجر المسموم؟!.
إن الحياة الزوجية تتطلب دقة في الحديث وحذرا في التعامل، وإذا كانت الصراحة تؤدي إلى ظهور آثار مدمرة فينبغي إقصاؤها بعيدا، فهناك من الأساليب ما يغني عن ذلك ويؤدي إلى أطيب النتائج.
وفي كل ما ورد من أسباب يتحمل الرجل والمرأة مسؤوليتهما تجاه ذلك على حد سواء، قد يتحمل الرجل في بعض الأحيان مسؤولية كاملة تجاه ما ينشب من نزاع وقد تتحمل المرأة المسؤولية كاملة، ولكن في أغلب الأحيان يشارك الاثنان في صنع المأساة التي تشملهما معا فيما بعد.
وفي كل ما ذكرناه يكمن غياب العقل كسبب مباشر في تلك النزاعات التي تعصف بالحياة الزوجية.
ففي بحث جميع تلك المشاكل يستلزم الزوجان فقط قدرا من التعقل لتنقشع جميع السحب من سماء الأسرة.
ضرورة ضبط النفس:
من الخطأ أن يقدم المرء على رد فعل عنيف تجاه ما يصدر عن زوجه من عمل خاطئ. إن المواقف المتشددة وردود الفعل المتشنجة تخلق في البيت حالة من التوتر الذي قد يفجر الوضع في كل لحظة.
ولذا فمن الضروري جدا ضبط النفس ومراعاة حالة الزوجة ومحاولة
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»