اقتصرنا على ذكر جملة منهم ليرى المنصف ما قاله ابن خلدون وابن حزم، وإحسان ظهير وأبو زهرة والدكتور شلبي وغيرهم. وليعلم أن حديث الغدير من أهم الأحاديث المتواترة عند جميع المسلمين.
وقد أخرجه الثقات من علماء أهل السنة ورواتهم.
وأما قول ابن حزم: " وأما من كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا... " فهو كحاطب ليل لا يرى بالبصر ولا بالبصيرة، ولا أضلته العصبية المذهبية كما أضلت غيره، وإلا فما يقول في الذين ذكرناهم، أليسوا من الثقات والعدول عنده؟ وماذا يقول ابن خلدون وغيره عن هؤلاء؟
أليسوا من جهابذة علماء أهل السنة ورواتهم، أم أنهم من عوامهم وجهالهم؟
فبماذا يجيب الحاكم العادل، وأين يضع ابن خلدون وابن حزم وغيرهما من كفتي الميزان؟ وماذا يقول الشيخ محمد أبو زهرة في قوله: "...
ومخالفوهم - أي مخالفوا الشيعة - يشكون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فالشيخ أبو زهرة قد طعن في رواة أهل السنة وحفاظهم، حيث ذهبوا إلى تصحيح هذه الروايات، والشيخ يطعن في صحتها.
ولا شك أن رواة الحديث أعرف بصحة الحديث من الشيخ أبو زهرة.. يقول ابن كثير في تفسيره: " وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في خطبته بغدير " خم "... " (1) ويقول ابن حجر: " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه... ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده... " (2) ويقول ابن تيمية، مع شدة معارضته للشيعة: " وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة... " (3) إلى غير ذلك من أقوال علماء أهل السنة وحفاظهم، والتي تدل على صحة حديث الغدير الناصة على خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام).