واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٦٤
أضف إلى ذلك أن الأحاديث التي قد " خصصت " العترة في " اثني عشر إماما " أو " خليفة " قد كفتنا عناء البحث والتكلف وتجشم " الالتواء " على " النصوص " وعرقلة مسيرتها الطبيعية التكوينية (1)!!
ونعود لنتساءل - كما تساءلنا في مبحث العصمة - ما الذي جنته الزيدية من عدم إيمانها بالنص على اثني عشر إمام!؟
كم هو حصاد الأئمة الذين تقاتلوا في ما بينهم; ولم توقف سيف أحد منهم بحوث المتكلمين من الزيدية حول جواز قيام إمامين في عصر واحد!؟
بل كم هو حصاد النفوس البشرية التي كانت تسفك في جند هذا الإمام أو ذاك الإمام؟
ما الذي جعل اليمن حدود ألف ومائتي عام مسرحا للإرهاب الإمامي؟
حتى نفدت كلمات المتكلمين في فسق الطوائف التي كانت تحارب، فاتجهت إلى البحث عن " تهم " جديدة للأئمة الذين كانوا يحاربون بدل الطوائف والفرق المسلمة الأخرى (2).

1) تاريخ الخلفاء: 10 - 12، أنوار التمام (تتمة الإعتصام القاسم بن محمد):
5 / 400 - 402.
2) ومن المؤسف عدم وجود إقدام جاد على مستوى دراسة وإحصاء وتحليل الحروب التي كانت تقع بين الأئمة المتنافسين وتقديمها - تأريخا صادقا - لجيل ناهض يربأ به عن أن يعيش حالة تقدس أجوف لحالة الصراع المريرة التي عاشتها اليمن في تلك الحقبة الرهيبة والطويلة من تاريخها، ويمثل أكثر ما في الأيدي من ذلك " نبذا ونتفا ومقتطفات. أكثر ما تمنحه تصور أشبه بالتخيل لما كان يحدث...!
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 69 70 ... » »»
الفهرست