الحياة الدنيوية الطبيعية للبشر، يأكلان ويشربان وفيهما ما في سائر الناس من عوارض الوجود إلى آخر عمرهما. ثم أن عيسى (عليه السلام) أرسل إلى بني إسرائيل فقام يدعوهم إلى دين التوحيد، وكان يدعوهم إلى الشريعة الجديدة المطابقة لشريعة موسى (عليه السلام) إلا أنه نسخ بعض ما حرم في التوراة تشديدا على اليهود، وقد جاء ببينات ومعاجز كثيرة يذكرها القرآن وذلك في قوله تعالى: * (ورسولا إلى بني إسرائيل إني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين. مصدقا لما بين يدي من التوراة ولا حل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون. إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) * (1) ثم إنه من خلال دعوته بشر بالنبي الخاتم الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ ينقل البشارة عن لسان عيسى (عليه السلام) بقوله تعالى: * (وإذ قال عيسى ابن مريم با بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) * (2).
ولم يزل عيسى (عليه السلام) يدعوهم إلى التوحيد والشريعة الجديدة