الكثيرة، وأيضا منها الإخبار عن الحوادث المستقبلية، كالإخبار عن انتصار الروم بعد هزيمتهم كما في قوله تعالى * (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بعض سنين) * (1).
والصفة الأخرى التي يتميز بها القرآن هي بلاغته وفصاحته التي تحدى بها الإنس والجن في أن يأتوا بسورة واحدة من سوره. مع أن عرب الجاهلية مشهورون بفصاحة لسانهم، وبلاغة حديثهم، بل لا نبالغ لو قلنا بأن ما بلغه عرب الجاهلية من الفصاحة والبلاغة وكمال البيان لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم السابقة لهم أو المتأخرة عنهم، ومع هذا فأنهم وقفوا متحيرين بما يصفون هذا الكلام الذي لم يسمعوا بأبلغ وأروع منه قط، وهذا ما أعترف به بعض فصحاء المشركين أنفسهم، فما كان منهم إلا أن رموه بالسحر، لسمو معانيه ، وعذوبة أسلوبه، وشدة تأثيره في نفوس الناس.
وقد مضى على هذا التحدي للقرآن من القرون ما يزيد على أربعة عشر قرنا ولم يجرء على معارضته أحد، ومن جرب حظه