هذا ما شهد به الشهود أن معد بن إسماعيل المستولي على مصر، هو معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد، وأنهم منتسبون إلى ديصان بن سعد الدين ينتسب إليه الديصانية، وأن سعيد المذكور صار إلى المغرب وسمي بعبيد الله ولقب بالمهدي وأن هذا الناجم الحاكم بمصر هو منصور الملقب بالحاكم - حكم الله عليه بالبوار والدمار - ابن نزار بن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد، وأن من تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس - عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين - أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - ولا يتعلقون منه بنسب، وأن ما ادعوه من الانتساب إليه باطل وزور، لم يتوقف أحد من أهل بيوتات الظالمين من إطلاق القول في هؤلاء لأنهم خوارج أدعياء، وأن هذا الإنكار لباطلهم كان سابقا بالحرمين وفي أول أمرهم بالمغرب انتشر انتشارا عظيما، وأن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار وفساق وزنادقة ملحدون معطلون وللإسلام حاجزون ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون. عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمور وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء وادعوا الربوبية وكتب ذلك في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وشهد بذلك من العلويين الشرفاء: المرتضى والرضي الموسويان، وجماعة منهم، وشهد من الفقهاء المعتبرين الشيخ أبو حامد الإسفرايني، وأبو الحسن القدوري، وقاضي القضاة محمد بن أحمد، وأبو عبد الله البيضاوي.. (94) وقد انساق الفقهاء والمؤرخون وراء هذه الدعوى دون تدبر باستثناء المقريزي الذي انتقد هذا المحضر واعتبروا ما يقال في الفاطميين إنما هو من صنع خلفاء بني العباس وهو من قبيل الموضوعات.. (95)
(٣١)