عبد الله الحسين لئلا يتمكن من إبلاغ حجة إلى الناس فقال لهم مغضبا: " ما عليكم أن تنصتوا إلي فتسمعوا قولي وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد فمن أطاعني كان من المرشدين ومن عصاني كان من المهلكين، وكلكم عاص لأمري غير مستمع لقولي قد قد انخزلت عطياتكم من الحرام وملئت بطونكم من الحرام فطبع الله على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟ ألا تسمعون؟. فتلاوم أصحاب عمر بن سعد وقالوا: أنصتوا له. فسكت الناس فقال عليه السلام: تبا لكم أيها الجماعة وترحا، أحين اسستصرختمونا والهين مستنجدين فأصرخناكم مستعدين، سللتم علينا سيفا في رقابنا وحششتم علينا نار الفتن التي جناها عدونا وعدوكم فأصبحتم ألبا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم إلا الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم من غير حدث كان منا ولا رأي تفيل لنا فهلا لكم الويلات، إذا كرهتمونا تركتمونا فتهجزتموها والسيف لم يشهر والجأش طامن والرأي لم يستصحف ولكن أسرعتم علينا كطيرة الدباء وتداعيتم إليها كتداعي الفراش، فقبحا لكم فإنما أنتم من طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان وعصبة الآثام ومجرمي الكتاب ومطفئي السنن وقتلة أولاد الأنبياء ومبيدي عترة الأوصياء وملحقي العار بالنسب ومؤذي المؤمنين وصراخ أئمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون وإيانا تخذلون، أجل والله الخذل فيكم معروف وتحث عليه عروقكم وتوارثته أصولكم وفروعكم وثبتت عليه قلوبكم وغشيت به صدوركم فكنتم أخبث شئ سنخا للناصب وأكلة
(١٣١)