الاجتهاد في قمع أحرار هذه الأمة فهذا هو الباب الوحيد للاجتهاد الذي ظل مفتوحا بعد ما تم تعليب الدين في قوالب جامدة من صنعهم ومن صنع أشياعهم. وزادوا الأتون من بعدهم أنهم فتحوا أبواب الاستيراد لأساليب القمع ووسائله ولم يكتفوا بالاجتهاد المحلي فسحقا لهؤلاء وهؤلاء. نعم إذا كان أئمة أهل البيت بحق هم أئمة الهدى فقد كان بنو أمية من دون شك هم أئمة الضلالة وصدق تعالى (وجعلنا هم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) (القصص / 41).
فاض النبع الحسيني يعطي آخر ما عنده، في حياة، فخطبهم في يوم الفاجعة عدة خطب فقال " الحمد الله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفا بأهلها حالا بهد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الحياة الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، فأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمة وجنبكم رحمة، فنعم الرب رينا وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم إنكم زحفتم إل ذرية تريدون قتلها، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم وما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعد للقوم الظالمين ".
كان الحسين عليه السلام يحاول تحرير هذه العقول من ذل العبودية لغير الله، ولكن هيهات (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين) (آل عمران / 86). كان القوم يصرون على التشويش على أبي