ولو كان الفقهاء مالوا إلى جانب الرسول (ص) ورفضوا هذه الروايات لفقدت عائشة دورها ومكانتها ولكشفت لنا الحقيقة جلية واضحة. لكنهم اتبعوا الآباء وقدسوا ما ورثوه عنهم. وبالتالي رفعت عائشة على حساب الرسول وأسهمت رواياتها في بناء الصرح القبلي الذي ساد بعد وفاة الرسول والذي ورثه معاوية في النهاية ليفرض على الأمة دينا ونهجا جديدا غير الذي جاء به الرسول (1)..
- عائشة ونساء النبي:
يروي مسلم عن عائشة قولها: ما غرت على امرأة ما غرت علي خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها. ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (2)..
وفي رواية أخرى قالت: فأغضبته يوما فقلت خديجة؟ فقال الرسول (ص):
" إني قد رزقت حبها " (3)..
وفي رواية قالت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها (4)..
وفي رواية قالت: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة..؟
فيقول الرسول (ص): " إنها كانت وكانت. وكان لي منها ولد " (5)..
لنعرض لأقوال الفقهاء حول هذه الروايات..
قال القسطلاني عن الغيرة: فيه - أي الحديث - ثبوت الغيرة. وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عن من دونهن (6)..