دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٧٠
فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمتني إليهن وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله ضحى فأسلمتني إليه (1)..
ويروى عن عائشة أنها كانت تلعب بالبنات - العرائس - عند رسول الله قالت: وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن من رسول الله - يهربن منه - فكان يسربهن إلي (2)..
قال النووي تعليقا على هاتين الروايتين بعد أن وصف الأرجوحة: المراد هذه اللعب المسماة بالبنات التي تلعب بها الجواري الصغار. ومعناه التنبيه على صغر سنها. قال القاضي: وفيه جواز اتخاذ اللعب وإباحة لعب الجواري بهن وقد جاء في الحديث أن النبي رأى ذلك فلم ينكره. قالوا وسببه تدريبهن لتربية الأولاد وإصلاح شأنهن وبيوتهن. هذا كلام القاضي. ويحتمل أن يكون مخصوصا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور لما ذكره من المصلحة. ويحتمل أن يكون مخصوصا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور لما ذكره من المصلحة. ويحتمل أن يكون هذا منهيا عنه وكانت قصة عائشة هذه ولعبها في أول الهجرة قبل تحريم الصور (3)..
وقولها: وكن ينقمعن أي يتغيبن في البيت حياء وهيبة له عليه السلام.
ومعنى يسربهن يرسلهن. قال النووي: وهذا من لطفه عليه السلام وحسن معاشرته (4)..
ومما ذكر الفقهاء حول هاتين الروايتين يتبين لنا أن الفقهاء إنما يتعاملون مع الروايات بمنطق التسليم المطلق خاصة إذا كانت هذه الروايات من جهة البخاري ومسلم. فهم لا يعنيهم أن يعملوا عقولهم في هذه الروايات لأن ذلك من المحظورات وإنما واجبهم ووظيفتهم أن يفسروها ويبرروها كي تدين الأمة بها.
وفوق ذلك يستنبطون منها الأحكام..

(١) كتاب النكاح. ومثله في البخاري وكتب السنن وطبقات ابن سعد..
(٢) كتاب فضائل الصحابة. باب فضل عائشة..
(٣) مسلم كتاب النكاح طبعة استانبول. هامش تزويج الأب البكر الصغيرة. ط دار الجيل بيروت.
(٤) المرجع السابق. باب فضل عائشة وانظر فتح الباري ح ٩ / كتاب النكاح..
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست