دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٦٧
- والمعلم الرابع هو الشك في تاريخ زواج عائشة بالرسول. فمع هذه الرواية يكون سن عائشة أكبر من ذلك بكثير. ويكون تاريخ زواجها من الرسول بعد ذلك بكثير أيضا..
ومثل هذا التصور هو الذي يتلاءم مع دور عائشة وتاريخها وهو التبرير الوحيد لذلك الكم الهائل من الروايات والعلم الذي ورثته عن الرسول (ص) حسبما تشير الروايات..
ذلك الكم الذي لم ينسب لفاطمة بنت النبي والتي ولدت قبل البعثة بخمس سنوات أي حين ولدت عائشة - حسب الروايات - كان عمرها حوالي تسع سنوات..
يروي أبو داود عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله (ص) وأنا بنت سبع.
قال سليمان: أو ست. ودخل بي وأنا بنت تسع (1)..
ويروي النسائي عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله (ص) لسبع سنين ودخل علي لتسع سنين (2)..
ويروي ابن ماجة عن عبد الله قال: تزوج النبي (ص) عائشة وهي بنت سبع وبنى بها وهي بنت تسع وتوفي عنها وهي بنت ثماني عشر سنة (3)..
وهذه الروايات الثلاثة إنما تؤكد أن الرسول عقد على عائشة في سن السابعة لا في سن السادسة. هذا على الرغم من أن جميع كتب السنن تؤكد أن العقد تم في السادسة. حتى هذه الكتب الذي ذكرت رواية وقوع العقد في السابعة ذكرت أيضا رواية وقوع العقد في السادسة..
وقد ذكرنا هذه الروايات كنموذج لتخبط القوم وعدم دقتهم في أمر النقل وهو ما يؤكد ضرورة خضوع الرواية للنقد والتحليل للتثبت منها ويؤكد من جهة أخرى أن وقوع الدس والتحريف أمر وارد..

(١) كتاب النكاح..
(٢) كتاب النكاح..
(3) كتاب الأنكحة.. ومثل هذه الروايات يضعها الفقهاء تحت عنوان: باب تزويج الصغار..
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست