دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٧٦
بالرواية التي لا يظهر من نصها ما يفيد وجود ترابط في المعنى بين النص الخاص بمريم وآسية. والنص الخاص بعائشة..
وليس هنا مقام بحث أفضلية خديجة على عائشة وإنما ما نريد إثباته هو مواقف عائشة ومدى شرعيتها..
أما عن موقف عائشة من حفصة بنت عمر بن الخطاب زوجة النبي (ص) فيروى أن النبي كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة. وكان النبي إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث. فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر. فقالت: بلى. فركبت. فجاء النبي إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا. وافتقدته عائشة. فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر - نبات بري - وتقول: يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني. ولا أستطيع أن أقول شيئا (1)..
وهذه الرواية تعكس لنا صورة أخرى من صور غيرة عائشة من نساء النبي إلا أن غيرتها هذه المرة قد دفعت بها نحو محاولة الانتحار بوضع رجليها في حشيش تكثر فيه الهوام.
وكل ذلك سببه أن حفصة استغفلتها وركبت بعيرها لتنعم وحدها بجوار الرسول..
وبالتأمل في مثل هذه الرواية يتبين لنا أن فيها استخفاف كبير بالعقل وبالرسول في آن واحد. إذ كيف لعائشة الغيورة أن تتسامح مع حفصة لهذا الحد وتعطيها بعيرها لتستأثر بالرسول وحدها..؟
وكيف للرسول لا يميز بين حفصة وعائشة وقد سلم عليها وسمع صوتها..؟
هل كشف الرسول أمر حفصة وأراد أن يتمادى معها في هذه اللعبة وهذا ما

(١) مسلم كتاب فضائل الصحابة. باب فضل عائشة.. والبخاري كتاب النكاح. باب القرعة بين النساء.. وليس هناك ما يؤكد أن الرسول كان يصطحب النساء معه في الخروج..
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست