دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٧١
لقد انشغل الفقهاء بدمي عائشة هل هي حرام أم حلال؟
ولم ينشغلوا بالرسول وشخصه وهل يليق به هذا الوضع أم لا..؟
ويروي ابن سعد عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله (ص) يوما وأنا ألعب بالبنات. فقال: ما هذا يا عائشة..؟ فقلت خيل سليمان. فضحك (1)..
ويروي أن النبي إذا دخل عليها وهي تلعب استتر بثوبه منها (2)..
إن الرواة لم يكتفوا بتزويج الرسول طفلة لم تبلغ الحلم بل زادوا الطين بلة بإضافة روايات أخرى تؤكد أن الرسول تفاعل مع هذا الوضع واندمج فيه وأخذ يلاعب عائشة تارة يجمع لها صواحبها وتارة يستتر منها..
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل يجوز مثل هذا الكلام في حق نبي خاتم؟ وهل كان لدى الرسول من الوقت ليلهو مع عائشة..؟
أو السؤال الذي يجب أن يسبق هذه الأسئلة جميعا: ما الذي يضطر الرسول إلى الاقتران بطفلة وأمامه نساء العرب..؟
وأما هذه التساؤلات ليس إمامنا سوى أن نقر بأن مثل هذه الروايات اخترعت من قبل السياسة. والهدف هو تضخيم عائشة..
وتضخيم عائشة يعني تضخيم أبو بكر..
وتضخيم أبو بكر يعني تضخيم خط الحكام الذين سادوا بعد وفاة الرسول (ص) والذين استمدوا شرعيتهم من نظام أبي بكر..
وهذه اللعبة من أساسها هي من صنع معاوية الذي عجز عن إيجاد الدعم الشرعي لنظامه فعمل على تضخيم أبي بكر وعمر ليواجه بهما علي وخطه..
ولما كان أبو بكر وعمر كلاهما في حاجة إلى نصوص لدعمهما برز دور عائشة. وما دور عائشة ليبرز دون أن تكون لها هذه المكانة التي خلقتها الروايات..

(1) طبقات ابن سعد ح‍ 8..
(2) المرجع السابق..
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست