ويروى عنه (ص): " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيعم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنسي ". قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع (1)..
قال الفقهاء: قوله (ص): " من أطاعني فقد أطاع الله هذا مقبس من قوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) أي لأني لا آمر إلا بما أمر الله به فمن فعل ما آمره به فإنما أطاع الله الذي أمرني أن آمره " (2)..
وذكر الخطابي سبب اهتمام النبي (ص) بشأن الأمراء حتى قرن طاعتهم إلى طاعته فقال: كانت قريش ومن يليهم من العرب لا يعرفون الإمارة ولا يدينون لغير رؤساء قبائلهم فلما كان الإسلام وولى عليهم الأمراء أنكرت ذلك نفوسهم وامتنع بعضهم من الطاعة فأعلمهم (ص) أن طاعتهم مربوطة بطاعته ومعصيتهم بمعصيته حثا لهم على طاعة أمرائهم لئلا تتفرق الكلمة (3)..
وقال النووي: ومعنى الحديث لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ولا تتعرضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق أينما كنتم وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام وإن كانوا فسقة ظالمين وسبب هذا التحريم ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين هذا ما عليه جمهور العلماء وقد رد عليه بعضهم هذا بقيام الحسين وابن الزبير وأهل المدينة على بني أمية وبقيام جماعة عظيمة من التابعين والصدر الأول على الحجاج مع ابن الأشعث (4)..
وزعم بعض الفقهاء أن هذه الروايات خاصة بالأنصار أي الهدف منها الزامهم بطاعة المهاجرين الذين سوف ينحصر الحكم فيهم (5)..