دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٦٦
وفي رواية: " لولا ذاك لأبرز قبره " (1)..
وفي رواية: " فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن هذا " (2)..
ويروى عن النصارى قوله: " أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا. فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " (3)..
ويروى عن علي قوله: أمرني رسول الله (ص) ألا أدع وثنا إلا كسرته ولا قبرا مشرفا إلا سويته (4)..
ويروى عن النبي (ص) قوله: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " (5)..
يقول الفقهاء حول صور الكنائس وقبورها: إن تصوير أوائلهم الصور ليتأسوا بها ويتذاكروا أفعالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله عند قبورهم ثم خلفهم قوم جهلوا مرادهم ووسوس لهم الشياطن أن أسلافهم كانوا يعبدون هذه الصور ويعظمونها فحذر النبي (ص) عن مثل ذلك سدا للذريعة المؤدية إلى ذلك (6)..
ويبدو من هذه الروايات ومن أقوال الفقهاء أن النهي والوعيد المرتبط ببناء القبور في المساجد يرتبط بعلة عبادة هذه القبور كما حدث في بني إسرائيل وفي قوم عيسى. إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل وقع هذا في تاريخ المسلمين؟ وهل كانت في زمن الرسول (ص) حالات مشابهة لحالة اليهود والنصارى..؟
إن النهي الوارد في هذه الرويات يتركز في اتخاذ القبور مساجد وليس في القبور ذاتها. ومعنى مساجد لغة أي مكان للسجود لذات القبور. أما السجود لله

(1) المرجع السابق..
(2) المرجع السابق..
(3) المرجع السابق. وانظر البخاري كتاب الجنائز وكتاب الصلاة..
(4) مسند أحمد.
(5) المرجع السابق.
(6) مسلم. هامش باب النهي عن بناء المساجد على القبور. كتاب المساجد..
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست