خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠
لبعض ظهيرا " (107).
6 - التعذيب والتقتيل.
دخل في دين الإسلام عدد من سكان مكة، وكان المطلوب من المسلم أن يشهد بوحدانية الله تعالى، وبأن محمدا عبد الله ورسوله، ولم يطلب منهم مواجهة قريش أو حماية النبي، وإنما كانت المواجهة محصورة بالنبي وبني هاشم من جهة، وبطون قريش من جهة أخرى. إلا أن قريش صبت جام غضبها على الذين أسلموا ممن لا قبائل لهم تحميهم، كالموالي والأحابيش والعبيد، وأبرز التاريخ صورا مرعبة لهذا التنكيل والتعذيب، كشفت عن طبيعة الشرك وتعامله مع من يظفر بهم من أعدائه.
7 - الحصار والمقاطعة.
أدركت بطون قريش أن عدوها اللدود هو البطن الهاشمي، ففكرت بمقاطعة هذا البطن ومحاصرته، من أجل إجباره على التخلي عن محمد صلى الله عليه وآله، وتمكينها من تصفية حسابها معه.
اجتمع زعماء معسكر الشرك، وكتبوا صحيفة بالمقاطعة الكاملة لبني هاشم، حتى يسلموا محمدا لبطون قريش، واعتبروا ذلك عقدا وعهدا، ومهروه بتواقيع ثمانين من زعماء بطون قريش، ولإضفاء القداسة والجدية على هذا العقد، علقوا الصحيفة في جوف الكعبة في السنة السابعة بعد البعثة في شهر محرم (108).
انحاز الهاشميون - باستثناء أبي لهب - وبنوا المطلب بن عبد مناف، ودخل الجميع في شعب أبي طالب، ولم يكن يصل إليهم شئ من الطعام إلا ما كان يتسرب إليهم سرا من بعض المتعاطفين معهم.
استمر الحصار ثلاثة أعوام، أنفقت فيها خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وآله كل أموالها، وأنفق أبو طالب وبنوه ما عندهم، واشتد الأمر على الهاشميين
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»