شاء ذلك أو أبى.
فهل رأيت عزيزي القارئ كيف أن البيعة اتجهت صوب الغلبة وأن جمعا لم يروا أبا بكر وعمر حتى رجعوا إليهم بالقرار النهائي لا ليطرحوا الأمر أمامهم ليتشاوروا فيه ويأخذوا رأي من منعه الاهتمام بتجهيز رسول الله من حضور السقيفة بل جاءوا بالأمر محمولا على السيوف " لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر ".
إمعانا منهم في كسب البيعة بالإجبار ليتم الأمر ويبايع بالعنف " شاء ذلك أو أبى (63) ".
وهذا هو ما دفع عمر نفسه إلى القول بأن بيعة أبي بكر فلتة وقاهم الله شرها، وهي إن دلت على شئ فإنما تدل على عدم شرعية هذه البيعة.
ولا بد هنا من تقويض ما ذهب إليه الذاهبون في شأن ما كان شورى بين المسلمين. لنعرض رأي أحد كبار المعارضين لخلافة أبي بكر والذي بايع كرها.
وهو الإمام علي (ع)، لنتعرف على وجهة نظره عليه السلام فيما ادعوه من أمر الشورى:
فعندما بويع أبو بكر في السقيفة وجددت له البيعة يوم الثلاثاء خرج علي فقال:
" أفسدت علينا أمورنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا ".
فقال أبو بكر: بلى ولكنني خشيت الفتنة (64).
وجاء في نهج البلاغة كلام للإمام علي (ع) فيه رد على مزعومة الشورى بمنطق واضح وجلي.
لما انتهت إلى أمير المؤمنين أنباء السقيفة بعد وفاة الرسول (ص) قال:
ما قالت الأنصار؟.