الشيخان ومشكلة النفاق كثيرا ما افتقد المحققون الجرأة في تناول هذا الموضوع رغم ما يقفون عليه من وثائق دامغة تثير الشك في الأذهان.
هل كان هناك ما يجمع بين بني أمية والخلفاء أو الشيخين بشكل خاص؟.
هذا السؤال حيرني كثيرا. وكنت أعتقد بأني برعا في هذه الحيرة المملة. لكن فاجأني أن عثرت عمن يشاركني هذه الحيرة، من دون أن يغمس فيها كل دلاءه.
كان ذلك هو الأستاذ المحترم محمود أبو رية، عندما تسأل فئ طيبة خاطر، وحسن نية، في كتابه " أبو هريرة " عن طبيعة هذه العلاقة وسوف أذكر نصه هنا:
" مما يدعو إلى الملاحظة هنا إننا لم نجد عمر رضي الله عنه إنه قد اتبع هذه السنة مع معاوية بن أبي سفيان، فقد أبقاه عاملا على دمشق سنين طويلة ولم يزعجه بالعزل كغيره - وكان ذلك مما أعان معاوية على طغيانه، وإن يحكم حكما قيصريا طوال أيامه، وبخاصة بعد أن استولى على الشام كله في عهد عثمان، ثم امتد هذا الطغيان الأموي إلى ما بعد معاوية حتى تسلم العباسيون الحكم. وأمر آخر يستوجب الملاحظة، ذلك أن عمر لم يكن هو الذي ولى معاوية على دمشق وإنما الذي ولاه هو أخوه يزيد بن أبي سفيان.
ذلك أنه لما فتحت دمشق في عهد عمر أمر عليها يزيد بن أبي سفيان. ولما احتضر يزيد، استعمل أخاه معاوية مكانه من غير أن يستشير عمر على ذلك ".