الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٣٩
الثقيلة والمملة. بأي مقياس فقهي هي شرعية هذه الصورة من الصلاة.
أما فيما يخص متن الخبر فحدث ولا حرج. لقد ورد بطرق مختلفة جدا ومتناقضة، فمرة يذكرون أن عائشة قالت لبلال مر أبا بكر فليصل بالناس، وقالت حفصة مروا عمر فليصل بالناس. مرة يذكرون أن عمر صلى ثم سمع رسول الله صوته، فغضب وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. وغيرها من الطرق المتعارف عليها عند محدثي العامة. والتي تتناقض في وجوهها إلى حد الغثيان!.
لكن ابن خلدون - وتلك عادته - انتقى من ذلك الخليط المتضارب، ما يصلح لحبكته من دون أن يثير بحوافر التدليس نقع الشبهات. وكانت عائشة كما ثبت في الأخبار هي راوية هذا الحديث إضافة إلى ما ادعته من وفاة رسول الله ورأسه في حجرها، أو بين سحرها ونحرها، وكان ابن خلدون على علم بكل هذه الاختلاقات. لكن منطق الانتقاء ضروري لكل من هم بحبك الأحداث التاريخية وتزويرها.
الملاحظة الثانية لا مجال لمناقشة الأسباب التي دعت عائشة إلى ادعاء وفاة الرسول (ص) في حجرها فإن عداوتها للإمام علي (ع) وهي من ألبت عليه الوفا من المنافقين وقد حصى عليها التاريخ تلك الضغائن الكثيرة لبني هاشم، لكن قضيتنا هنا ترتبط بالمؤرخ المحرف للأحداث.
فابن خلدون جاء بهذه الرواية كعادته في الانتصار لتيار البكرية.
ودعنا نرى - هنا هل إن وفاة الرسول (ص) كانت كذلك في واقع الأمر؟.
قالت أم سلمة: " والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله (ص) إلى أن قالت: فأكب عليه رسول الله (ص) وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول الله (ص) من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا به (34) ".

(34) مستدرك الحاكم ومسند أحمد عن أم سلمة.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235