الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٦٣
هذه القيادة الثانية بعد المؤسس كان لا بد من كونها أقرب النماذج شبها برسول الله، وأفهم الموجودين للنظرية، وأدنى من المؤسس من غيرها. قيادة تكون قد توفر لها من العلم والمعرفة الغزيرة ما لم يتوفر للآخرين، فتقيم الإسلام كما هو بغير محاباة لقبيلة، ولا مناصرة لعصبية. لكن ما حدث كان خلاف هذا، نعم تولاها فاضل لا شك في فضله، لكنها كانت تحتاج لمن هو أفضل ولا شك في أفضليته، لأن الدول المبنية على نظريات فكرية ثورية تحتاج إلى الاستمرار فترة على نفس خط المؤسس حتى تستقر لها الأمور.
وقد رأينا كيف تم تعيين قيادة الدولة بعد المؤسس مرات وليس مرة، وكيف لعبت المصالح الشخصية، والعصبية القبلية دورها في كل هذه الأحداث، فأخذ الانحراف الأول البسيط الذي كان كالشعرة ينتقل بالدولة والناس خطوة خطوة حتى انتهى الأمر إلى ما رأينا... وإذا بخير أمة أخرجت للناس يقودها بعد انتهاء فترة الخلفاء الأربعة ومنذ بداية حكم بني أمية أطول الناس عداوة
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست