أبيه خاف أن يدخل البيت فانتقل إلى بعد البيت وجلس تحت شجرة نخل حيث لبث منفردا وقال لا بد من وجود اله ذي حياة وقوة أكثر من الانسان لأنه يصنع الانسان والانسان بدون الله لا يقدر أن يصنع الانسان حينئذ التفت حوله وأجال نظره في النجوم والقمر والشمس فظن أنها هي الله ولكن بعد التبصر في تغيراتها وحركاتها قال يجب الا تطرأ على الله الحركة ولا تحجبه الغيوم والا فني الناس وبينما هو متحير سمع اسمه ينادي يا إبراهيم فلما التفت ولم ير أحدا في جهة قال إني قد سمعت يا إبراهيم ثم سمع كذلك اسمه ينادي مرتين أخريين يا إبراهيم فأجاب من يناديني حينئذ سمع قائلا يقول إنه أنا ملاك الله جبريل فارتاع إبراهيم ولكن الملاك سكن روعه قائلا لا تخف يا إبراهيم لأنك خليل الله فإنك لما حطمت آلهة الناس تحطيما اصطفاك اله الملائكة والأنبياء حتى انك كتبت في سفر الحياة حينئذ قال إبراهيم ماذا يجب على أن أفعل لأعبد اله الملائكة والأنبياء الاطهارفأجاب الملاك اذهب إلى ذلك الينبوع واغتسل لأنه الله يريد أن يكلمك أجاب إبراهيم كيف ينبغي ان اغتسل فتبدي له حينئذ الملاك يافعا جميلا واغتسل من الينبوع قائلا افعل كذلك بنفسك يا إبراهيم فلما اغتسل إبراهيم قال الملاك ارتق ذلك الجبل لأن الله يريد أن يكلمك هناك فارتقى إبراهيم الجبل كما قال له الملاك ولما جئنا على ركبتيه قال لنفسه متى يا ترى يكلمني اله الملائكة فسمع صوتا لطيفا يناديه يا إبراهيم فأجابه إبراهيم من يناديني فأجاب الصوت انا الهك يا إبراهيم أما إبراهيم فارتاع وعفر بوجهه الأرض قائلا كيف يصفي عبدك إليك وهو تراب
(٧٤)