نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٢٢٥
حارسا لفمي حتى لا يميل قلبي إلى كلمات الاثم منتحلا عذرا عن خطاياي وهنا القى الشيخ خطابا على اللسان وانصرف الأصغر فلبثا من ثم خمس عشرة سنة أخرى حتى التقيا لأن الأصغر غير مسكنه لذلك عندما عاد الأكبر فلقيه قال لماذا لم ترجع أيها الأخ إلى مسكني أجاب الأصغر لأني لم أتعلم جيدا حتى الان ما قلته لي فقال الأكبر كيف يمكن ذلك وقد مرت الآن خمس عشرة سنة أجاب الأصغر اما الكلمات فقد تعلمتها في ساعة واحدة ولم انسها قط ولكني حتى الان لم احفظها فما الفائدة من أن يتعلم المرء كثيرا جدا ولا يحفظه ان الله لا يطلب أن تكون بصيرتنا جيدة بل قلبنا وهكذا لا يسألنا في يوم الدينونة عما تعلمنا بل عما عملنا الفصل المئة والخمسون أجاب الأكبر لا تقل هكذا أيها الأخ لأنك انما تحتقر المعرفة التي يريد الله أن تعتبر أجاب الأصغر فكيف أتكلم إذا حتى لا أقع في الخطيئة لأن كلمتك صادقة وكلمتي أيضا أقول إذا ان من يعرف وصايا الله المكتوبة في الشريعة يجب عليه العمل بهذه أولا إذا أحب أن يتعلم بعد ذلك أكثر وليكن كل ما يتعلمه الانسان للعمل لا لمجرد العلم به أجاب الأكبر قل لي أيها الأخ مع من تكلمت لتعلم انك لم تتعلم كل ما قلته أجاب الأصغر اني أتكلم أيها الأخ مع نفسي اني أضع كل يوم نفسي أمام دينونة الله لأعطي حسابا عن نفسي واشعر على الدوام في داخلي بمن يوبخ ذنوبي قال الأكبر ما هي ذنوبك أيها الأخ الذي هو كامل أجاب الأصغر لا تقل هذا لأني واقف بين ذنبين كبيرين الأول اني لا أعرف نفسي اني أعظم الخطأة الثاني لا أرغب في مجاهدة النفس لذلك أكثر من الآخرين أجاب الأكبر كيف تعلم انك أعظم الخطأة إذا كنت أكمل الناس أجاب الأصغر ان الكلمة الأولى التي قالها لي معلمي عندما لبست لباس الفريسيين هي انه يجب علي أن أفكر في خير غيري وفي اثمي فإذا فعلت هذا عرفت انني
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»