قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٣١
تنقسم حياته إلى ثلاثة أقسام كل منها أربعون سنة (اع 7: 23 و 30 و 36):
(1) ولد موسى في الوقت الذي فيه كان فرعون قد شدد الأمر بقتل صبيان العبرانيين. وكان أصغر أولاد أبيه وثالث ثلاثة، مريم البكر وهارون الثاني.
فأخفاه والداه ثلاثة أشهر ولما لم يمكن إخفاؤه بعد وضعته أمه في سفط مطلي بالحمر والزفت بين الحلفاء على حافة النهر ثم وقفت مريم أخته من بعيد تنظر ما عسى أن يكون فلما نزلت ابنة فرعون لتغتسل في النهر ورأت الولد في السفط رق له قلبها (قيل إنها كانت امرأة عاقرا) فقالت: " هذا من أولاد العبرانيين " ثم قالت مريم: " هل أذهب وأدعو لك امرأة مرضعة من العبرانيات لترضع لك الولد؟ " فقالت لها ابنة فرعون: " اذهبي ". فذهبت الفتاة ودعث أم الولد فصارت مرضعة بأجرة. وربته ابنة فرعون على يد معلمين مهرة في جميع فنون مصر العلمية والدينية.
ولا نعلم شيئا عن تفاصيل حياته في هذه المدة كما لا نعلم إلا الشئ القليل عن حياة المسيح قبل الثلاثين سنة من عمره.
(2) عندما بلغ 40 سنة من العمر كان قد حصل جانبا من المعرفة وأتقن كل أسرار الكهنوت وعرفه الناس والكهنة بابن ابنة فرعون ولو عاش في ذلك المنصب لبلغ أعلى رتبة بين القوم. غير أن الله كان قد قسم له نصيبا أعظم من ذلك إذ قصد أن يكون قائد شعبه ومؤسس النظام الديني الذي يسمى الآن باسمه. واستعدادا لهذه الغاية كان يقتضي له مدة التأمل بعيدا عن الناس فدبرت العناية الإلهية أن يذهب إلى البرية كما يظهر من البيان المذكور آنفا. وحدث ذات يوم أنه رأى رجلا مصريا يضرب عبرانيا فقتل المصري وطمره في الرمل وأنقذ أخاه. ولما انتشر الخبر التزم موسى أن يهرب فترك جميع رفاهة البلاط الملكي وسكن البرية في خيام يثرون وأخذ ابنته صفورة زوجة له. ونحو تمام الأربعين سنة رأى نارا في وسط عليقة (خر 3 - 2 - 4). والعليقة لا تحترق فلما دنا لينظر نودي من وسطها وأمر أن يذهب إلى مصر ليكون قائدا لشعبه ويخرجهم من هناك. غير أن موسى لما كان قبل ذلك بأربعين سنة قد تقدم إلى هذه الوظيفة قبل الأوان المعين في قصد الله فأخفق مسعاه استعفى منها الآن فلم يعف إنما وعده الله بأن يشد إزره بأخيه هارون مساعدا له وعرفه اسمه أهيه (وهو صيغة المتكلم من يهوه) (خر 3: 14). ووعده بأن يؤيده بالعجائب والآيات (خر 3: 18 و 4: 17). فمن ثم ذهب موسى إلى مصر مع امرأته وابنيه وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله فأخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة ابنها ومست رجليه قائلة:
" إنك عريس دم لي " فانفك عنه (خر 2444 و 25).
وحسب الظاهر أن الرب طلب قتل موسى لأنه لم يختن ابنه وعرفت صفورة ذلك فأسرعت وختنته بصوانة. ويظهر من هذه القصة أن سنة الختان التي أعطيت لإبراهيم (تك 17: 11) كانت مطلوبة من كل نسله (تك 21: 4 و 34: 15 و 22).
(3) لما وصل موسى إلى جاسان ابتدأ هو وهارون في إتمام ما أرسلهما الله لأجله إلا أن ذلك لم يجد نفعا بادئ ذي بدء زاد شقاوة حال العبرانيين إلى أن تمت الضربات العشر (خر ص 7 - 12). وبعد الضربة العاشرة طردهم المصريون (أطلب " ضربات " " خروج ") فخرجوا لكن عوضا عن أن يصرفوا ثلاثة
(٩٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 926 927 928 929 930 931 932 933 934 935 936 ... » »»