لأسباب سياسية ويشرح فيهما ملك سليمان بدقة ويوصف كذلك الهيكل والأبنية الملكية في أورشليم. ثم يأتيان على ذكر عصيان الأسباط العشرة وإقامة المملكة الشمالية وما كان من توغل هذه المملكة في عبادة الأوثان وتبدل الأسر المالكة فيها فإنها كانت سبعا تألفت من تسعة عشر ملكا وكلهم أشرار. أما مدة هذه المملكة فكانت 210 سنة وانتهت بالسبي وبنقل أكثر الشعب إلى أشور.
أما سلالة داود فلم تنقطع وكانت مؤلفة من 19 ملكا بعضهم أتقياء ومصلحون ودام ملكهم 130 سنة بعد الملكة الشمالية غير أن مملكتهم صارت أخيرا إلى ما صارت إليه أختها فسبي شعب يهوذا إلى بابل قصاصا لهم على عبادتهم الأصنام.
ويشرح هذان السفران حروب المملكتين الواحدة مع الأخرى والشقاوة التي حدثت من استنجاد كل منهما بالممالك المجاورة لمساعدتها على أختها ويذكر فيهما بعض تاريخ الأمم المجاورة فيطابق نصهما شهادة الآثار كل المطابقة.
ولا يعرف مؤلفهما فقد قال التلمود أنه إرميا وظن بعضهم أنه عزرا أو باروخ وكانا في الأصل سفرا واحدا لكن فصلتهما الترجمة السبعينية التي سمت سفري صموئيل سفري الملوك الأول والثاني وسفري الملوك سفري الملوك الثالث والرابع. وقد ذكرت بعض الحوادث المذكورة فيهما في سفري إشعياء وإرميا وشرحت هناك بأكثر تفصيل ويشار إليهما في العهد الجديد (لو 4: 25 واع 7:
47 ورو 11: 2 ويع 5: 17).
ويختلف سفرا الملوك عن الأسفار التاريخية التي سبقتهما في أن كاتبهما يشير بكثرة إلى بعض المصادر عند ذكر بعض الحوادث في هذين السفرين وهذه المصادر منها: - (1) ما يختص بملك سليمان حيث يشير إلى " سفر أمور سليمان " (1 ملوك 11: 41).
(2) وفيما يختص بالمملكة الشمالية إلى موت فقح فيشير إلى " سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل " (1 ملوك 14: 9) (3) وفيما يختص بالمملكة الجنوبية إلى موت يهوياقيم فيشير إلى " سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا " (1 ملوك 14: 29).
أما محتويات السفرين فيمكن أن تقسم إلى ما يأتي:
1 - حكم سليمان (1 ملو ص 1 - ص 11).
2 - سرد للحوادث المعاصرة في المملكتين الجنوبية والشمالية حتى سبي المملكة الشمالية (1 ملو ص 12 - 2 ملو ص 17).
3 - مملكة يهوذا حتى السبي البابلي (2 ملو ص 18 - ص 25).
ملاك: (تك 24: 7) الكلمة الأصلية في كل من العبرانية واليونانية المترجمة بملاك يراد بها رسول. وهكذا ترجمت في بعض المواضع (2 صم 2: 5 ولو 7: 24 و 9: 52) حيث تشير إلى أناس لا إلى أرواح سماوية غير أنه في أكثر الأماكن يشار بها إلى أرواح خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 1: 14).
ومعرفتنا بهذه الذوات مقصورة على ما أوحي إلينا في كتاب الله. ونستفيد من ذلك أنهم طاهرون وعالمون وأنهم كانوا يأتون بخدماتهم في كل عصر من عصور شعب الله فظهر ملاك لهاجر (تك 16: 7) وثلاثة منهم