قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٣٢
أيام في البرية (خر 5: 3) صرفوا فيها 40 سنة.
وفي كل تلك المدة قادهم موسى. وكانت تصرفاته غالبا مرضية لله إلا أنه أخطأ إذ ضرب الصخرة مرتين بعصاه عوضا عن أن يكلماها هو وهارون كما أمر الرب فحرمهما الله من الدخول إلى أرض الموعد (عد 20: 8 - 13).
ومن صفات موسى الحميدة حلمه (عد 12: 3).
وكذلك خلوه من طلب المجد العالمي وشجاعته وإيمانه وأمانته ومحبته أمته بحيث أنه طلب من الله أن يمحو اسمه من سفره ولا يهلك شعبه (خر 32: 32). وقد أعطى الله الناموس لموسى رأسا ثم منحه قوة على إدراك معناه وإثبات فوائده بحيث صارت مبادئ ذلك الناموس قاعدة كثير من الشرائع. ومن فضل موسى دقة تاريخه فإنه أفادنا عن كيفية خلق السماوات والأرض وعن تاريخ القرون الأولى. وإليه ينسب المزمور 90 وهو موافق حوادث رحلاته في البرية وعناية الله به وبشعبه. وقيل في التلمود أنه ألف سفر أيوب أيضا.
وبعض الأشعار الواردة في الأسفار الخمسة تنسب صريحا إلى موسى: (أ) الترنيمة التي رنمها موسى وبنو إسرائيل بعد عبورهم البحر الأحمر (خر 15: 1 - 19).
(ب) قطعة من قصيدة ضد عماليق (خر 17: 16).
(ت) كلام شعري يدل على حاسياته عند انحداره من الجبل مصحوبا بلوحي العهد وقد سمع أصوات الشعب الراقصين حول العجل (خر 32: 18). (ث) ترنيمة موسى التي ألفها شرقي الأردن (تث 32: 1 - 43).
(ج) بركة موسى النبوية للأسباط (تث ص 33) وتنقسم مدة قيادة موسى الشعب إلى ثلاثة أقسام (أ) الارتحال إلى جبل سيناء (ب) الارتحال من سيناء إلى قادش (ت) افتتاح الممالك شرقي الأردن.
ومن العجائب الشهيرة التي جرت على يديه إرواء الشعب بالماء في مارة (خر 15: 25) وعند حوريب (خر 17: 6 و 7) وقادش (عد 20: 1 و 8 - 13).
ولما عطشوا في البرية إذ داروا بأرض أدوم (عد 21:
4) لقساوة شعب أدوم الذي منعهم من المرور بأرضه ولما عطشوا أيضا حينما عبروا تخم موآب قال الرب لموسى أجمع الشعب فأعطيهم ماء الخ (عد 21: 16 - 18). وفي مدة ارتحالهم كلها كان الرب يلهم موسى بكل ما يلزم وعندما اقتربوا من تخوم الأموريين تولى موسى قيادة الجيش بنفسه وهو الذي أرسل الجواسيس ليتجسسوا الأرض ونهى العبرانيين عن القتال عند حرمة.
وقد انتصر على سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان. ولا بد أنه جال في كل جلعاد وباشان ورأى لبنان وحرمون.
وكان موسى نبيا عاين شبه الرب (عد 12: 8) وبقي أربعين يوما مع الله في السحاب على سيناء إذ شرفه الله بذلك مرتين (خر 24: 17 و 34: 28).
ويعرف عن الكثيرين بأنه كليم الله. وقبل وفاته راجع مع الشعب سنن الناموس ولخص لهم تاريخ رحلاتهم ومعاملة الله لهم في البرية وأنذرهم من الارتداد وأوصاهم بما يجب عمله ثم بارك الأسباط ودون كل ذلك في سفر تثنية الاشتراع.. ثم أعد نفسه للموت ومع أنه بلغ المئة والعشرين سنة من العمر لم تكل عيناه ولا ذهبت نضارته (تث 34: 7). ويوم وفاته صعد إلى رأس الفسجة " فأراه الرب جميع الأرض من جلعاد إلى دان وجميع نفتالي وأرض أفرايم ومنسى وجميع أرض يهوذا إلى البحر الغربي والجنوب والدائرة بقعة أريحا مدينة النخل إلى صوغر " (تث 34: 1 - 3) ثم مات ودفنه
(٩٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 927 928 929 930 931 932 933 934 935 936 937 ... » »»