الأمر في كنعان (عدد 52); وفي النهاية صب عليهم أعنف اللوم وأشده لأنهم رفضوا المسيح نفسه وقد قتلوه (عدد 52).
وقد رفض المجلس أن يستمع لإستفانوس بعد هذا، أما هو فقال إنه يرى السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله (أعمال 7: 54 - 56) عندئذ أخرجوه خارج المدينة، ربما من الباب الذي يدعى اليوم باب إستفانوس، ورجموه. وكان وهم يرجمونه يقول " أيها الرب يسوع أقبل روحي " ثم طلب من الرب غفران خطيتهم بسبب رجمه. وشاول الذي أصبح فيما بعد بولس، رسول يسوع المسيح العظيم، كان راضيا برجم إستفانوس (أعمال 8: 1) وكان يحرس ثياب الذين رجموه (أعمال 7: 58) ولقد كانت شهادة إستفانوس المجيدة حقا من أكبر عوامل النعمة لإعداد شاول لكي يقبل المسيح (أعمال 22: 20). وبعد موت إستفانوس لاقى المسيحيون من العذاب أشده فتشتتوا من أورشليم إلى اليهودية والسامرة (أعمال 8: 1).
إستير: يغلب على الظن أن هذا الاسم من أصل هندي قديم ومعناه " سيدة صغيرة "، ثم انتقل إلى الفارسية وأصبح معناه " كوكب " ويظن بعض العلماء أنه يرجع إلى أصل أكادي لفظة " اشتار " ويقابل في العبرية " عشتاروت ". وكانت إستير فتاة جميلة، وهي ابنة ابيجائل الذي يرجح أنه من سبط بنيامين (اس 2: 15 وقارن عدد 5 مع عدد 7) أما اسمها في العبرية فهو هدسة أي " شجرة الآس " وقد تركت يتيمة هي بعد صغيرة فأحضرها ابن عمها مردخاي الذي تبناها، إلى شوشن العاصمة الفارسية. وقد أقام الملك احشويروش (وهو المعروف باسم زركسيس عند اليونان) وليمة لعظمائه وإذ كانوا يحتسون الخمر لعبت الخمر برأسه فأمر أن يحضر امرأته الملكة وشتي كي يرى عظماؤه جمالها الرائع. ولكن وشتي رفضت أن تمتهن كرامتها. وأهاج رفضها ثائرة الملك فأصدر وفقا لنصيحة مشيرية قرارا بحرمان الملكة وشتي من المثول لديه. وأصدر أمرا بأن تعطى مكانتها لأخرى.
كذلك أمر بأن يبحثوا بين الفتيات في كل مملكته عن فتاة جميلة لتأخذ مكانة وشتي. فاختيرت إستير في السنة السابعة لملك أحشويروش ونصبت ملكة في القصر. ولم يكن معروفا حينئذ أنها يهودية الجنس.
ولقد اعتلت إستير العرش في ظروف دقيقة ومتحرجة أيضا. فقد كان " هامان " أقرب المقربين من الملك أحشويروش، وحدث بعد أن اعتلت أستير العرش بخمس سنوات (اس 2: 16 و 3: 7) أن ثار غضب هامان على مردخاي لأنه رفض أن يقدم له الخضوع والاجلال. وقصد هامان أن ينتقم لنفسه لا بقتله مردخاي فحسب بل بإبادة كل اليهود في كل أنحاء الإمبراطورية. وقد تمكن هامان من أن يجوز رضا الملك ويأخذ موافقته، قد قدم رشوة باهظة وشكا اليهود بأنهم قوم صلاب عنيدون يتمسكون أين كانوا بشرائعهم وعاداتهم. ولكي يعضده الرعاع في فعلته بإبادة اليهود زين لهم النهب وأشباع أطماعهم (ص 2: 5 و 3: 15) وقد حث مردخاي أستير أن تتدخل في الأمر لحماية بني جنسها. ولكنها خافت ولم تجرؤ على الإقدام على مثل هذا الأمر فخاطبها مردخاي في حزم وقوة، فما كان منها إلا أن صامت وصلت وخاطرت بحياتها إذ مثلت في حضرة الملك دون أن يصدر لها أمرا بذل. وفي فطنة فائقة وحكمة نادرة انتهزت الفرصة لتوجيه التفات الملك إلى أن مؤامرة هامان غزت قصر الملك وامتدت إلى شخصها هي وبما أنه لم يكن من الممكن إلغاء أمر الإبادة فقد أمكنها أن تحصل لليهود على إذن بأن يدافعوا عن أنفسهم وأن يردوا كيد أعدائهم إلى نحورهم إن أرادوا.