قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٨
طويلا، فقد اجتاح الشرق، في القرن الأول قبل الميلاد، الجيش الروماني، واحتل بومباي القائد الروماني القدس سنة 63 ق. م.
وفي سنة 37 ق. م. ارتقى هيرودس عرش اليهودية. وفي عهده ولد المسيح إلا أن اليهود أعادوا المعاصي التي اقترفوها من قبل، فرفضوا قبول الخلاص بالمسيح، وتحاملوا عليه وأنكروا أنه المسيح حتى طالبوا بصلبه. فانتقم الله منهم بأن أرسل لهم تيطس الروماني يؤدبهم. فاحتل تيطس القدس وأحرق الهيكل وهدم المدينة، وهكذا تمت نبؤة المسيح (مت 23: 34 - 39 ولو 21: 2 - 24).
وأما الرسل المسيحيون والمبشرون الأولون فكانوا عبراني الجنس، وانتشرت المسيحية أولا بين العبرانيين وفي كل مكان قبل بعض منهم الخلاص بيسوع المسيح وأما الآخرون فرفضوه.
وكانت نكبة القدس عاملا في تفريق الناجين من اليهود في جميع أنحاء المعمورة. ومهما تباعدت بهم الأمكنة، فلا يزالون حتى اليوم يحافظون على ديانتهم، ولا يزالون ينكرون أن يسوع هو المسيح وينتظرون مجئ مسيحهم الخاص بهم.
وتقوم الديانة العبرانية على حقيقة عبادة الله إلا له الواحد القدوس خالق الكل، والعارف بكل شئ والحاضر في كل مكان، والقادر على كل شئ، الأزلي الرحيم الرؤوف (تث 6: 4 وخر 15: 11 و 34: 6 ومز 89: 35 و 90: 2 و 115: 3 و 139: 7 وتك 1: 1 وأم 15: 3 واش 63: 16).
وتقوم عبادة الله الروحية بدون معونة التماثيل المعدنية أو الخشبية أو الحجرية، وتنهى عن عبادة الأوثان وتعاقب كل من يعبد الأوثان عقابا صارما (خر 20:
4 و 32: 35). وفي الديانة اليهودية تشريعات اجتماعية وأدبية وإدارية (خر 20: 12 - 17). إلا أن المسيحية لا تنظر إلى اليهودية إلا كديانة وقتية غير كاملة ورمزية نبوية استعدادا للمسيحية نفسها.
اللغة العبرانية أو العبرية: (2 مل 18: 26 و 28 واش 36: 11 و 13 و 19: 18). هي إحدى اللغات السامية، وقد وجدها إبراهيم في أرض كنعان لما قدم من ما بين النهرين. وكانت تلك اللغة شديدة الشبه بلغات الدول والقبائل الأخرى في سوريا في ذلك الحين، خاصة الفينيقيين والمؤابيين والأراميين.
وأقدم أصل لكتابة اللغة الفينيقية، المعروفة بالمسمارية، موجود في آثار رأس شمرا، التي ترجع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وقد كتبت معظم أسفار العهد القديم بالعبرانية، إلا سفرا دانيال وعزرا فقد كتبت أجزاء منهما بالأرامية. وكانت العبرانية لغة بسيطة جدا، إلى أن أضيفت إليها بعض الزيادات في القرن السادس للميلاد على يد جماعة من علماء مدينة طبريا. أما أول تغيير على اللغة فقد تم خلال فترة السبي، إذ فقدت اللغة نقاوتها، وأضيفت إليها تعابير أرامية حتى قامت في العبرية لهجة عامية كادت تقضي على الفصحى الكلاسيكية التي لم يتقنها في العصور المتأخرة إلا رجال الدين والفقه. وكانت تلك العامية تخضع للأرامية خضوعا مباشرا، حتى أن اليهود أيام المسيح كانوا يتكلمون الأرامية ذاتها (مر 5: 41 ويو 5: 2 و 19: 13 و 17 و 20 واع 21: 40 و 22: 2 و 26:
14 ورؤ 9: 11).
الرسالة إلى العبرانيين: أنها السفر الرابع عشر من أسفار العهد الجديد. ولا يوجد بين علماء الكتاب المقدس إجماع على حقيقة كاتب الرسالة. ومنذ عهد آباء الكنيسة الأول والجدال يدور حول اسم الكاتب،
(٥٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 ... » »»