قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٩
بالرغم من اعتراف الكنيسة بها وبصحتها منذ ذلك الحين. وقد اعتبرتها الكنيسة الشرقية القديمة من وضع بولس، مع أن فيها، مادة وأسلوبا، ما يختلف عن باقي كتابات بولس. واعتقد كليمنت الإسكندري أن لوقا ترجمها عن النسخة الأصلية التي كتبها بولس بالعبرية. أما الكنيسة الغربية فقد شكت بأنها من وضع بولس، وقال تارتوليان أنها من وضع برنابا، أما لوثر فقد اعتقد أنها من وضع أبلوس (اع 18: 24).
إلا أن نظرية الكنيسة الشرقية تغلبت في النهاية بالرغم من افتقارها إلى الإثبات العلمي. وبالرغم من قول أوريجانس (في القرن الثالث) أن لا أحد يعرف كاتبها إلا الله، إلا أننا نستطيع أن نعرف من الرسالة نفسها، أن كاتبها لم يكن من الرسل (عب 2: 3)، وأنه أخذ الإنجيل عن غيره، وأنه كان معروفا عند القراء، وكان بعيدا عنهم لظروف فوق قدرته (عب 13: 18 و 19). ونستطيع أن نعرف أيضا من أسلوبها أنها لم تترجم عن العبرية، وأن الكلاسيكية في الأسلوب تختلف عن أسلوب بولس في رسائله الأخرى.
وقد كتبت الرسالة من إيطاليا (عب 13: 24) ووجهت إلى اليهود الذين آمنوا بالمسيح في فلسطين وبلاد الشرق عموما.
ويمكن أن تقسم محتويات الرسالة كما يأتي:
- (1) تفوق المسيحية على كل أنواع الوحي السابقة ص 1 - 4: 13 وفي هذا نرى.
أ: تفوق المسيح وسموه على كل وسطاء الوحي ص 1.
ب: التحذير الذي تحمله لنا هذه الحقيقة في طياتها كي لا نهمل الإنجيل ص 2: 1 - 4.
ج: ينبغي أن لا يعثرنا تواضع المسيح إذ أنه بتواضعه وتنازله صار مخلصا ورئيس كهنة ص 2: 5 - 18 ع‍: لهذا السبب فإن المسيح أكثر رفعة وسموا من موسى ص 3: 1 - 6.
ه‍: التحذيرات ضد عدم الإيمان بالإنجيل أضعاف التحذيرات التي كانت موجهة ضد عدم الإيمان في العهد القديم إذ أن الإنجيل هو وحي الله النهائي ص 3: 7 - 4: 13.
(2) قيمة وظيفة المسيح كرئيس كهنة العهد الجديد ص 4: 14 - ص 7 وفيه:
أ: المسيح رئيس كهنة العد الجديد ص 4:
14 - 16.
ب: طبيعة عمل المسيح كرئيس كهنة ص 5.
ج: توبيخ لأن الذين كتبت إليهم الرسالة لم يدركوا تماما حق الإنجيل كاملا ص 6.
ع‍: إظهار تفوق المسيح في أن كهنوت ملكي صادق كان يرمز إليه ص 7.
(3) المسيح يمارس عمله الكهنوتي الآن في السماء ص 8: 1 - 10: 18.
(4) حث المؤمنين أن يسلكوا بموجب هذا الإيمان ص 10: 19 - 12: 29 وفيه:
أ: حث على تجديد الثقة بالمسيح ومداومة شركتهم كمسيحيين ص 10: 19 - 25.
ب: اليأس والفشل الذريع اللذان يعقبان الارتداد ص 11: 26 - 31.
ج: تحريضهم بتذكرهم بغيرتهم السابقة ص 10:
32 - 39.
ع‍: المثال الذي يجدونه في أبطال الإيمان السابقين ص 11.
ه‍: مثال المسيح نفسه ص 12: 1 - 3.
و: أن ما يقع عليهم من التجارب إنما هو لتأديبهم وإعدادهم للخلاص المجيد ص 12: 4 - 29.
(٥٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 ... » »»