قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٥
ويمكن ترتيب نبوات إرميا تاريخيا كالآتي:
(أ) نبوات نطق بها في أثناء حكم يوشيا الملك وقد حكم يوشيا إحدى وثلاثين سنة. وبدأ النبي الاضطلاع بمهمته النبوية في السنة الثالثة عشرة لملك يوشيا وهذه النبوات مدونة في الأصحاحات 1 - 12 و 14 - 20. ولم يذكر الوحي أن النبي نطق بأية نبوة في أثناء حكم يهواحاز ومدته ثلاثة أشهر.
(ب) نبوات نطق بها أثناء حكم يهوياقيم ومدته إحدى عشرة سنة. وهي مدونة في الأصحاحات 22: 1 - 19 و 25 و 26 و 35 و 36 وجزء من ص 45 وجزء من ص 46.
(ج) نبوات نطق بها أثناء حكم يهوياكين ومدته ثلاثة أشهر وهي مدونة في ص 13 والجزء الأخير من ص 22.
(د) نبوات نطق بها أثناء حكم صدقيا ومدته أحد عشر عاما وهي مدونة في الأصحاحات 21 و 24 و 27 و 28 و 29 و 32 و 34 و 37 و 39 وجزء من ص 49 وجزء من ص 51.
(ه‍) نبوات نطق بها في يهوذا بعد سقوط أورشليم وهي مدونة في جزء من ص 39 وفي ص 40:
1 - 43: 7.
(و) نبوات نطق بها في مصر وهي تشمل جزءا من ص 43 وكل ص 44.
(ز) نبوات لم يذكر لها تاريخ ولكن فيها ما يمكن أن يستدل منه على الزمن الذي قيلت فيه على وجه التقريب وهي مدونة في الأصحاحات 23 و 30 و 31 وجزء من ص 45 وجزء من ص 46 وص 47 - 50 وجزء من ص 51.
(ح) خاتمة، ص 52.
والسفر هو الرابع والعشرون بين أسفار العهد القديم.
وهو أهم مرجع لدينا عن تاريخ الربع الأخير من القرن السابع وأوائل القرن السادس قبل الميلاد. وأسلوب إرميا سهل العبارة سهل الفهم دقيق اللفظ يمثل لنا عصره والظروف التي جاز فيها فيذكر المنطقة لشد الحقوين (ص 13: 1 - 11) وزق الحمر (ص 13: 12 وما بعده) والفخاري (ص 18: 1 - 11) وإبريق الفخار الذي تكسر (ص 19:
1 - 3) وسلال التين (ص 24: 1 - 10) وفي أسلوبه الكثير من فحص النفس وامتحانها مما يدل على تقدم عظيم في الفكر الديني وانتقاله من النظر إليه من الناحية القومية إلى اعتباره شيئا يتعلق بالفرد وعلاقته بالله وأصبح للفرد قيمته وشخصيته المستقلة. فربما يزول الهيكل وتنتهي العبادة الرسمية للأمة كأمة ولكن يستطيع الفرد في أي مكان وفي أي وقت أن يرتفع إلى السماوات العلى في الشركة مع الله. وقد حمطت نبواته صنم وحدة وتماسك ونجاح وانتصار إسرائيل بزعمه أنه شعب الله المختار. فشعب الله في كل أمة تنقيه. فبذلك ارتفع الفكر الديني من ميدان القومية الضيقة المحدودة إلى آفاق السمو الروحي، فكل فرد يعبد الرب العبادة الحقة ويسلك السلوك الذي يرضيه يقبل لديه بغض النظر عن جنسه وقومه وأمته ولونه.
هذه الديانة الشخصية التي يعتنقها الفرد بعد أن يتوب إلى الرب ويرجع إليه تصبح الأساس الذي يبنى عليه العهد الجديد الذي يكتب على القلب بين الإنسان البشري والرب في السماء. (أنظر إرميا 31: 31 وما بعده وص 34 ومواضع أخرى كثيرة في السفر).
مراثي إرميا: اسم هذا السفر بالعبرية " ايكا " ومعناه " كيف " وهي أول كلمة في السفر وهو عبارة عن مجموعة خطابات رثاء تشبه الرثاء الذي نطق به داود توجعا على شاول الملك، وابنه يوناثان لما سقطا على جبل جلبوع (2 صم 1: 17 - 27). و " مراثي إرميا " أحد أسفار العهد القديم وقد ورد في الكتاب المقدس
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»