أن يصل إلى أعماق الحياة الداخلية، أي إلى القلب نفسه.
وأعلن لهم في صراحة بأن الرب لم يطلب منهم الذبائح فحسب بل إنه يتطلب من الإنسان الاستماع والطاعة.
وإرادة الله هي أن يحيا الناس حياة خلقية رفيعة (ص 7: 21 - 28 قارنه مع ص 6: 20 و 14: 20) والذبائح التي يرضى الله عنها هي ذبائح المستمع المطيع (ص 17: 24 - 26، 27: 19 - 22، 33:
10 و 11 و 18) أما صوم الذين يميلون إلى الزيغ عنه، وذبائحهم فغير مقبولة لديه (ص 14: 10 - 12) وتواكل الشعب واستهتاره، وهم يزعمون أن الرب حاضر في وسط الهيكل وبين شعبه فبطل وبهتان.
وكذلك الارتكان على أن شريعة الرب في حوزة الشعب. فلا نفع إلا في الطاعة (ص 7: 4 - 7 و 8:
7 - 9) وينتج عن ذلك أن سيأتي وقت لا يذكر التابوت فيه (ص 3: 16) والله إنما ينظر إلى القلب فحسب (ص 11: 2 و 17: 10 و 20: 12) فعلى الإنسان والحالة هذه أن ينتزع من قلبه الشهوات الجسدية إن أراد أن يعبد الرب بالحق وأن يخدمه الخدمة التي تليق به وعليه أن يغتسل من شره وأن يرجع إلى الرب من كل القلب (ص 3: 10 و 4: 4 و 14 و 17: 5). وقد أنبأ إرميا بالعهد الجديد حين يكون للشعب قلب جديد وتكتب شريعة الرب في هذا القلب (ص 24: 7 و 1 3: 33 و 32: 39 و 40).
ولقد وصف في رؤياه مجد المملكة العتيدة. ولذا فللحقائق التي أدلى بها مكانة راسخة، وقيمة أدبية في قلوب شعب الله.
ولقد دونت بعض نبؤات إرميا أثناء حكم يهوياقيم ولكن الملك مزق الدرج وأحرقه (ص 36:
1 و 23) ولكن لم يمض وقت قصير حتى دونت مرة ثانية وزيد عليها نبوات أخرى كثيرة (ص 36: 32) والسفر في وضعه الراهن يشمل تلك النبوات، وكذلك ما نطق به النبي من نبوات بعد ذلك. وقد أعيد ترتيبها وتم إعدادها قرب ختام خدمة النبي.
محتويات السفر: يحتوي سفر إرميا على مقدمة تسرد دعوة النبي للاضطلاع بعمله. وكيف كانت (ص 1) ويشمل السفر أيضا ثلاثة أقسام نبوية مرتبة بحسب الحوادث التي دعت إلى النطق بهذه النبوات (ص 2 - 51) ويختتم السفر بخاتمة تاريخية (ص 52).
أما الأقسام النبوية الثلاثة فهي:
(1) إنباء بالقضاء الوشيك أن يحل بيهوذا والوعد بالرجوع من السبي (ص 2 - 33) ويشمل هذا القسم أ: إعلان القضاء على يهوذا بوجه عام، بسبب شروره (ص 2 - 20). ب: إعلان القضاء على الحكام المدنيين والرؤساء الدينيين (ص 21 - 23). ج:
إعلان الخطة التي سيتبعها القضاء والزمن الذي يستغرقه (ص 24 - 29). د: نبوة بالبركات التي تتبع القضاء (ص 30 - 33).
(2) تاريخ وقوع القضاء (ص 34 - 44) ويشمل أ: إعلان القضاء على الفساد الذي كان متفشيا قبل خراب المدينة مباشرة (ص 34 - 38).
ب: بيان بالخراب الذي حل بأورشليم وكيف كان وقوعه عليها. (ص 39) ج: حالة الشقاء التي كان عليها من بقي من السكان في البلاد والنبوات التي نطق بها النبي بشأنهم (ص 40 - 44).
(3) نبوات على الأمم الغريبة (ص 46 - 51) ويمهد النبي لهذه النبوات بخطاب يوجهه إلى باروخ (ص 45).
وقد تحدث النبي عن المسيا في (ص 23: 5 - 8 و 30: 4 - 11 و 33: 14 - 26) وكذلك تحدث عن عهد الرب الراسخ والثابت بين الرب وشعبه في (ص 3: 31 - 40 و 32: 36 - 44 وص 33).