قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٥٣
الشعب كله إلى المصفاة بقرب المكان الذي أخذ منه التابوت ليعترفوا بخطاياهم ويصوموا أمام الرب ويسترضوه.
فلما سمع الفلسطينيون أن بني إسرائيل قد اجتمعوا في المصفاة صعدوا لمقاتلتهم فصلى صموئيل من أجل الشعب فأرعد الرب بصوت عظيم على الفلسطينيين فانكسروا أمام بني إسرائيل ولم يعودوا للدخول في تخم بني إسرائيل طوال حياة صموئيل (1 صم 7: 3 - 14).
وقد أظهرت هذه النجاة أن الله أقام صموئيل قاضيا أي مدافعا ورئيسا وفي قيامه بوظيفته كان يذهب من سنة إلى سنة ويجول في بيت إيل والجلجال والمصفاة ولكنه كان مقيما في الرامة حيث جمع جماعة من الأنبياء ليساعدوه في عمل الإصلاح (1 صم 7: 15 - 17 و 19: 18 - 20). وهناك بنى مذبحا للرب لأن الله ترك شيلوه وكان التابوت محجوبا والعهد منكوثا لأن بني إسرائيل نقضوه بالعبادة الوثنية والرجاسة فكان صموئيل ممثل يهوه. وفي أيام حكم صموئيل القوي كانت البلاد حرة من الأجنبيين. ولما شاخ جعل ابنيه قاضيين لإسرائيل في بئر سبع ولكنهما لم يكونا جديرين بثقته لأنهما أخذا رشوة وعوجا القضاء. وكان من سوء تصرفهما هذا وخطر الأمم المجاورة إن طلب شيوخ الشعب إقامة ملك عليهم فأمره الله بأن يمسح شاول. ثم بعد رفضه عين الله داود. ومات صموئيل لما كان داود هاربا من وجه شاول في برية عين جدي ودفن في بيته في الرامة بعد أن ندبه جمع بني إسرائيل (1 صم 25: 1). وفي الليلة قبل موقعة جلبوع سأل شاول العرافة في عين دور لتصعد له صموئيل (1 صم 28: 3 - 25). وكان هيمان أحد المغنين الذين أقامهم داود في بيت الرب حفيدا لصموئيل (1 أخبار 6: 33 راجع عدد 28). وقد عد صموئيل في قائمة رجالات العهد القديم الذين سلكوا بالإيمان (عب 11: 32).
صموئيل: (السفران) سفران من العهد القديم كانا في الأصل سفرا واحدا كما يبدو من تعليق النص الماسوري على 1 صم 28: 24 في حاشية تقول إن هذا العدد هو نصف السفر. وقد عدهما يوسيفوس واحدا في عده لأسفار العهد القديم وكذلك اعتبرتهما المخطوطات العبرية. وأما تقسيم السفر إلى جزئين فقد أدخل إلى التوراة العبرية التي طبعها بومبرج في البندقية 1516 - 1517 من السبعينية والفلجاتا. وقد سمي الكتاب باسم صموئيل لأنه كان صاحب القيادة مدة نصف العصر الذي جرت فيه حوادث الكتاب ولأنه كان واحدا من كبار الأنبياء الذين عرفهم التاريخ العبري ومنظما للمملكة. وهو الذي اختار شاول وداود للملك وكان مؤازرا لشاول ما بقي مخلصا لواجباته في تلك الدولة الثيوقراطية. ولما كان يحتوي على تاريخ الملكين الأولين قسم في السبعينية إلى سفرين سميا سفر الممالك الأول وسفر الممالك الثاني.
ويمكن أن يقسم السفر إلى ثلاثة أقسام:
1) صموئيل النبي والقاضي: (1 صم ص 1 - 7) وهو يتضمن مولده وأول حياته والأسباب التي دعت إلى دعوته إلى الوظيفة النبوية (ص 3: 20)، والتي تركته نبيا يتمتع بالسلطان وحده وفتحت الطريق لحكمه القضائي (ص 7) وعمله الإصلاحي وتثبت حقه في القضاء بإنقاذ بني إسرائيل من أيدي الفلسطينيين بواسطته (ص 7: 1 - 12) وموجز من حكمه (الأعداد 13 - 17).
2) الملك شاول: (ص 8 - 31) ويتضمن (أ) طلب الشعب ملكا في شيخوخة صموئيل ووعد صموئيل بتلبية الطلب (ص 8) اللقاء بين صموئيل وشاول ومسح شاول على انفراد (ص 9: 1 - 10: 16)، دعوة صموئيل الشعب إلى المصفاة ومبايعته لشاول
(٥٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 ... » »»