(يع 5: 16) وخاطب يسوع تلاميذه قائلا:
" مهما سألتم باسمي فذلك افعله " (يوحنا 14: 13).
وشعب الله يقدم له الطلبات ويدعه يقرر إذا كان من الحكمة أن يستجيب الطلبة أو لا يستجيب لأنهم عالمون بأن الله وحده يعرف إذا كانت تلك الاستجابة نافعة لهم أو للملكوت أو عائدة لمجد الله. وقد حدد شرط الصلاة الرسول يوحنا حيث قال: " هذه هي الثقة التي لنا عنده أنه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا " (1 يوحنا 5: 14). ويكون الجواب حسبما نريده إن كنا حقا من المستنيرين. وكثيرا ما يبارك الله أبناءه ببركة أعظم عندما لا يلبي لهم طلباتهم. وإذا صلوا فهم يرغبون إليه ألا يلبي نداءهم إن كان يرى أن ذلك خير لهم.
والصلاة انفرادية واجتماعية في كل الأيام وبين الشعوب جميعا فتقدم في البيت أو في الكنيسة (اع 2: 42 و 13: 2 و 20: 7 - 11). ويجب علينا أن نصلي لأجل غيرنا كما نصلي لأجل أنفسنا (يع 5: 16)، ولا سيما لأجل الملوك وكل الذين هم في منصب (1 تي 2: 2)، ولأجل الأقرباء والخلان والأعداء والذين يلعوننا (مت 5: 44). ويجوز لنا أن نطلب جميع ما نحتاج إليه للجسد والنفس حتى خبزنا اليومي على أن نطلب أولا ملكوت الله وبره (مت 6: 33).
يجب أن نصلي باسم المسيح لأن الإنسان الخاطئ لا يستطيع أن يدنو إلى الله. ويجب أن نقترب إليه غير فارضين عليه أن ننال حقا من حقوقنا ولكن باسم الذي غسل خطايانا بدمه وجعلنا كهنة لله.
توجه الصلاة لله كثالوث قدوس كما توجه أصلا للأب باسم الابن وبواسطة الروح القدس كما ترسل لكن من الأقانيم الثلاثة لمساواة الابن والروح في الجوهر والأزلية مع الآب. والصلاة لكل من الآب والابن والروح القدس متضمنة في البركة الرسولية " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس فلتكن معكم جميعا " (2 كو 13:
14). وكانت الصلاة ترفع للمسيح الناهض من القبر وكان المسيحيون يدعون باسمه (1 كو 1: 2) وصلى إستفانوس إليه مباشرة، وبولس يضرع إليه ويشكر.
والمخلصون يرفعون له المجد والسجود (اع 7: 59 و 60 و 2 كو 12: 8 و 9 و 1 تس 3: 11 و 1 تي 1:
12 ورؤ 1: 5 و 6) أما الروح القدس فيعلمنا كيف نصلي (رو 8: 26).
وكان جميع الآباء والقديسين مشهورين بالصلاة ومن جملتهم إبراهيم (تك 20: 17) ويعقوب (تك 32: 26 - 31) وموسى (عد 11: 2 وتث 9: 19 و 20) ويشوع (يش 10: 12) وصموئيل (1 صم 12: 18) وداود (أطلب كل مزاميره) وإيليا (1 مل 17: 1 و 18: 42 و 45 ويع 5: 17 و 18) وأليشع (2 مل 4: 33 و 34) وحزقيا (2 مل: 19: 15 - 20 و 20: 2 - 6) ودانيال (دا 6: 10) وحنة (1 صم 1: 10 - 17) وحنة النبية (لو 2: 37) والرسل (اع 1: 14 و 24 و 2: 42: 31 و 6:
4 و 8: 15 و 12: 12 و 16: 25 و 26 و 20: 36 و 21: 5 ورو 1: 9 و 12 و 1 تس 5: 17).
وكثيرا ما انفرد المسيح مخلصنا في البراري ليصلي (مت 14: 23 و 26: 39 ومر 1: 35 ولو 5: 16) وقد علم تلاميذه كيف يصلون (مت 6: 9 - 13 ولو 11:
2 - 4).
وتستعمل بعض الكنائس المسيحية كتبا للصلاة تجمع فيها الطلبات والابتهالات والاعترافات التي نطق بها القديسون في كثير من أجيال الكنيسة وهي تعبر عن اختبارات روحية، وتستعمل كنماذج للمؤمنين فيما يجب أن تحتوي عليه الصلاة. وهي تعين على جمع