قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨٢
بناء عظيما مثل رمسيس الثاني، فبنى الهيكل، وكان أبوه داود قد جهز الكثير من مواد البناء قبل موته، ولم يسمح له الرب بالبناء لأنه كان رجل دماء (1 أخبار 22: 8). وقد استغرق بناء هيكل سليمان سبع سنوات على مثال الرسم الذي أعطاه الله لموسى، ولكن بضعف حجمه (1 ملوك 6) وكان موقع البناء على جبل المريا حيث قدم إبراهيم ابنه إسحاق، وعلى بيدر أرونة اليبوسي. وكان الهيكل أعظم أعمال سليمان بلا جدال. ودشن سليمان الهيكل بعد يوم الكفارة العظيم وقبل عيد المظال، في احتفال رائع، وامتلأ بيت الله بالسحاب وملأ مجد الله البيت (2 أخبار 5) وصلى سليمان صلاة طويلة للرب إله السماء، نجدها في 1 ملوك 8: 23 - 53. وقدم سليمان محرقات عظيمة لتدشين هيكله، وفي هذا نرى أن سليمان أخذ مكان هارون ومكان موسى!
وبنى سليمان أبنية أخرى مثل بيت وعر لبنان، ورواق الأعمدة، ورواق الكرسي الذي كان موضع القضاء، كما بنى بيتا لابنة فرعون (1 ملوك 7: 2 - 8) وبنى قلعة لحماية الهيكل (1 ملوك 7: 2 - 8) وبنى قلعة لحماية الهيكل (1 ملوك 9: 24).
وحصونا عديدة في أنحاء المملكة (1 ملوك 9: 15 - 19) لحماية المملكة والدفاع عنها. ولم يترك سليمان مجالا لملك آخر ليبني بعده، فقد أكمل الملوك أو رمموا ما بدأ سليمان به.
وعند منتصف أيام حكم الملك سليمان زارته ملكة سبا بعد أن سمعت عن حكمته، فأراها سليمان عاصمة ملكه وأبنيته ونظام حكمه، فأدهشها هذا جدا حتى لم يبق فيها روح بعد، وقد فاق سليمان كل ما سمعته عن حكمته، بعد أن أجاب على كل أسئلتها، فطوبت رجاله الذين يسمعون حكمته، وقدمت له هدية عظيمة (1 ملوك 10).
وكانت عظمة غنى سليمان مذهلة، وكان عصره عصر نجاح اقتصادي، ولم تكن هناك حروب تستنزف مال الشعب، وقد أتته سفنه مرة محملة بأربع مئة وعشرين وزنة ذهب (وزنة الذهب قيمتها عشرة آلاف جنيه مصرية) وكانت له أساطيل تجارية في بحر الهند والبحر الأبيض المتوسط، فجلبت له الذهب والفضة والنحاس والعاج والأبنوس والبوص والخيل والمركبات والقردة والطواويس (1 ملوك 10: 22) وكان في خدمته عشرة آلاف يأكلون من مائدته.
وكان له آنية فضة وآنية ذهب، وقد جعل سليمان الفضة مثل الحجارة وخشب الأرز مثل الجميز. وتقدر قيمة دخل سليمان سنويا بما يساوي عشرة ملايين دولار تقريبا (1 ملوك 9: 26 - 28).
وكانت رحابة قلب سليمان عجيبة جدا (1 ملوك 4: 29) فقد درس كل العلوم التي يمكن أن تدرس وفاق فيها كل علماء عصره المشهورين، فدرس علم النبات وعلم الحيوان وعلم الطيور، وكتب الأمثال وكتب الحكمة والقصائد (1 ملوك 4: 29 - 34) وقد ضاع كثير مما كتبه سليمان، ولم يبق إلا بعضه، مما ورد في سفر الأمثال (أم 1: 1 و 10:
1 و 25: 1) والأغلب أنه هو الذي كتب سفر الجامعة ونشيد الانشاد.
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»