قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨١
العبرانيين ليأكلوا لحمها بعد أن تذمروا على موسى (خروج 16: 13 وعدد 11: 31). وقد طارت أسرابها من الجنوب عن طريق البحر الأحمر، فقطعت خليجي العقبة والسويس، ووصلت إلى البر في شبه جزيرة سينا. متعبة مرهقة، وإذا بدخان محلة العبرانيين يعاكسها فتسقط بالآلاف على الأرض، فيسهل إمساكها باليد والسلوى حلوة المذاق، وهي تبيض من 2 إلى عشرين بيضة وتحتضنها في عش على الأرض، وتطير على ارتفاع صغير " نحو ذراعين فوق وجه الأرض " (عدد 11: 31) وقد نشر العبرانيون السلوى ليجففوها باسطين إياها حول المحلة. وقد كان إرسال السلوى بهذه الكمية الوافرة مدة شهر كامل علامة من علامات عناية الله الكاملة (مزمور 78:
26 - 30).
سليمان: اسم عبري معناه " رجل سلام " وهو ابن الملك داود الذي خلفه على عرش بني إسرائيل، فكان أعظم ملك، وقد ملك أربعين سنة. ومع أنه كان له ستة إخوة من أمهات مختلفات وهم: أمنون وكيلاب وأبشالوم وأدونيا وشفطيا ويثرعام، إلا أن سليمان هو الذي ملك. وهو ابن بثشبع (1 ملوك 1: 11) التي كانت زوجة لاوريا الحثي. وقد أحب داود سليمان لأنه كان ابن زوجته المفضلة، وأطلق عليه اسم سليمان متمنيا له سلاما بلا حرب، ولكن الله أعطاه اسم يديديا أي محبوب يهوه (2 صموئيل 12: 24 و 25). وكان شديد الذكاء واستوعب كل الدراسات التي تلقاها غالبا على يد ناثان النبي (1 ملوك 4:
32 و 33).
وكان داود قد وعد بثشبع أن يملك ابنها سليمان على الشعب بعده، وذلك بعد خيانة أبشالوم (1 ملوك 1: 17) وقد حاول أدونيا بن داود أن يأخذ الملك قبل وفاة والده، ولكنه فشل وأسلم نفسه لسليمان (1 ملوك 1: 53) وهكذا صار سليمان وريث العرش بدون منازع.
وبدأ سليمان حكمه بالزواج من ابنة الملك فرعون حتى يكون ذلك مصدر أمن له، وقد تزوج سليمان زيجاته لغرض دبلوماسي، فبقي بنو إسرائيل أربعين سنة في سلام بدون حرب (1 ملوك 4: 24).
وقد رأى سليمان في بدء حكمه حلما، سأله فيه الله عما يطلب، فلم يطلب غنى ولا عظمة ولا طول أيام، بل طلب الحكمة (1 ملوك 3: 5 - 9) وقد أعطاها له الله، فظهرت حكمته في ذهابه إلى المذبح الذي بناه موسى في البرية وذبح ألف محرقة هناك (1 ملوك 3: 4). كما ظهرت حكمته في الحكم بين السيدتين المتنازعتين على الطفل الحي (1 ملوك 3: 16 - 28) وقد تحقق في حكم سليمان وعد الله لإبراهيم إذ ملك سليمان من نهر مصر إلى نهر الفرات الكبير (تكوين 15: 18).
وكان يعاون سليمان في ملكه اثنا عشر وكيلا، هم رئيس الكهنة ومعه كاهنان، وكاتبان ومسجل، ورئيس الجيش، ورئيس على الوكلاء، وصاحب للملك، ورئيس للبيت، ورئيس للتسخير (1 ملوك 4: 2 - 6) كما كان له اثنا عشر وكيلا آخرين، كل وكيل على قسم من الشعب، يجمع من قسمه نفقات شهر لبيت الملك، وكان اثنان من هؤلاء الوكلاء متزوجين من ابنتين لسليمان (1 ملوك 4: 7 - 19) وقد زاد عدد الشعب في حكمه على أربعة ملايين، لكنهم كانوا مثقلين بالضرائب.
وقد كان سليمان على صداقة مع حيرام ملك صور، فقدم سليمان الطعام لعبيده، مقابل مواد بناء الهيكل (1 ملوك 5: 1 - 12) وقد اعتمد سليمان على الشعب في أعمال السخرة للأبنية العامة ولبناء الهيكل (1 ملوك 5: 13 - 18) وكان سليمان
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»