تلك البلدان لنقل البضائع، واستخدمه الأفراد للركوب ولحمل الأثقال (تك 24: 64) وذكر الكتاب من ملكة سبا أنها أتت إلى أورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة أطيابا (1 مل 10: 2) وأخذ حزائيل حمل أربعين جملا (2 مل 8: 9) وكان اقتناء الجمل يعد من الغنى والثروة، ومن ذلك ما ذكر عن أيوب أن كان له 2000 جمل، وعن قبيلة من العرب تدعى المديانيين أنها كانت هي وجمالها لا تحصى (قض 7:
12) وكانت الجمال تستخدم في الحرب لجر الأثقال ويركبها المحاربون (1 صم 30: 17) وكان العرب في الحرب يركب فارسان ظهرا لظهر على جمل واحد فيحمي أحدهما ظهر الآخر كرا وفرا. وذكر هيرودوتس أيضا أن العرب في جيش زركسيس كانوا يركبون الجمال.
ويستعمل لبن الجمل طعاما. فقد جاء في تك 32:
15 أن يعقوب أفرز هدية لعيسو " ثلاثين ناقة مرضعة وأولادها " وللنياق المرضعات قيمة عظمى عند العرب.
وللجمل صبر غريب عن الماء ومثله الغنم فهي تصبر عن المياه ولكن شتان ما بين صبرها وصبر الجمل فإنه في الأحوال الاعتيادية قد يكتفي بالندى وعصير الكلأ والعشب ومن عادة العرب أن تورد أغنامها الماء كل يومين مرة وأما جمالها فكل ثلاثة أيام مرة وذلك عند يبس الكلأ. ومن صفات الجمل أيضا أنه قليل الأكل، غبي، ثقيل الحركة، سئ الطبع، منتقم أحيانا. وإذا ضرب أو نخس فلا يحس بالألم ما لم تكن الضربات شديدة. وليس في الجمل شئ جميل، وصغاره وكباره سواء في ذلك، فإن الصغيرة قلما تمرح أو تلعب إنما هي رزينة في كل حركاتها كالكبيرة فمنظرها ومنظر الكبار واحد وأعمالها واحدة.
ومع أنه مخلوق لسفر الصحاري فركوبه متعب جدا حتى أن السفر عليه 25 ميلا يتعب أكثر من السفر على الخيل 50 ميلا على أنه لولاه لكاد يتعذر قطع تلك المسافات الشاسعة في الصحاري والقفار لأن الخيل لا تحمل ما يحتمله الجمل من شظف المعيشة والاستعباد الطويل المستمر حتى لقد صدق العرب في ما قالوه من أن " هذا الحيوان إنما هو مرحمة من مراحم الله ". ولا يزال العرب البدو يستخدمونه في جنوب فلسطين (1 صم 27: 9 و 2 أخبار 14: 15) ووطنه الأصلي الصحراء العربية والصحاري الأفريقية (خر 9: 3 وقض 6: 5 و 1 مل 10: 2 و 1 أخبار 5: 18 - 21).
وللجمل صفة غريزية تؤهله لأن يكون من الحيوانات الحاملة، وعندما يراد تحميله يبرك مستندا على الحدبة المبطنة على صدره كقاعدة لجسمه الضخم. كما أنه يوجد له مخدات في أسفل قدميه توافق سيره على الرمال والحصى حيث قسم له نصيبه من الوجود.
أما المسافرون فقد يضعون على ظهره فوق الرحل صندوقا على كل جانب يجلسون فيهما. وقد يستعملون الهودج فيفرشون فيه سجادات ويحملون المؤونة للسفر. وقد أخفت راحيل تحت الحداجة تماثيل أبيها (تك 31: 34). أما العبارة الواردة في مت 19:
24 " أن مرور جمل من ثقب أبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله " فالمراد بها تصوير أمر خارق العادة. وأهل ملبار يستعملون هذا المثل للفيل ويميل بعض المفسرين لهذا القول أن عبارة ثقب أبرة هي اصطلاح للباب الصغير المثقوب في باب كبير لدخول الأغنام فقط منه. ويرجح أن الرأي الغالب هو أن المسيح قصد فيها المعنى البسيط الواضح الذي يدل على استحالة هذا الأمر.
جملي: اسم عبري معناه " سائق ظعن أي جمل " أو ربما الكلمة الدارجة " جمال ". هو أبو