وأخير بعد الأشياء بلا نهاية، عظم عن أن تثبت ربوبيته بإحاطة قلب أو بصر، فإذا عرفت ذلك، فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره وقلة مقدرته وكثرة عجزه وعظيم حاجاته إلى ربه، في طلب طاعته والخشية من عقوبته والشفقة من سخطه، فإنه لم يأمرك إلا بحسن ولم ينهك إلا عن قبيح (1).
" ما شككت في الحق مذ أريته، لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه، أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال، اليوم توافقنا على سبيل الحق والباطل، ومن وثق بماء لم يظمأ (2) "!