وعن أن الإنسان حر في عمله، وعن الخطيئة وسبق الاصطفاء، وعن العثرات وعن بعض أمثلة للخطيئة كالكبر والرياء والسرقة والشهوة والبخل، وعن طريق تحول الخاطئ إلى التوبة، وعن الطريقة التي يجب إظهار التوبة، وعن موت نفس الخاطئ بخطئه وحياته بتوبته، وعن حب الخاطئ التائب لله، وحب الله له! وبذا نجد أن المسيح عليه السلام، تتبع النفس الإنسانية في ضعفها وذكر لها بنور النبوة دواءها!
(1) النفس ودواؤها:
النفس رأس الحياة، وحياتها بالعلم والحب، بسهرها ترى الله في كل شئ وفي كل مكان، إذ يجود الله على الإنسان بالطهارة إذا اشتهاها، وذكر الله يطهره ويزكيه ولقد جاء في الفصول من السادس بعد المائة إلى الحادي عشر بعد المائة من إنجيل برنابا عن حياة الإنسان بالحس والنفس وكيف يعمل الحس في الفجار وعلاجه بالصوم والسهر والذكر " فلما فرغ يسوع من صلاة الفجر جلس تحت شجرة نخل، فاقترب تلاميذه إليه هناك، حينئذ قال يسوع:
لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، إن كثيرين مخدوعون في شأن حياتنا، لأن النفس والحس مرتبطان معا ارتباطا محكما، حتى أن أكثر الناس يثبتون أن النفس والحس إنما هما شئ واحد، فارقين بينهما بالعمل لا بالجوهر، ويسمونها بالنفس الحاسة والنباتية والعقلية، ولكن الحق أقول لكم إن النفس هي شئ حي مفكر، ما أشد غباوتهم! فأين يجدون النفس العقلية بدون حياة؟
لن يجدوها أبدا، ولكن يسهل وجود الحياة بدون حس، كما يشاهد في من وقع في غيبوبة متى فارقه الحس ".
أجاب تداوس " يا معلم متى فارق الحس الحياة، فلا يكون للإنسان حياة "!
أجاب يسوع " إن هذا ليس بصحيح، لأن الإنسان إنما يفقد الحياة متى فارقته النفس، لأن النفس لا ترجع إلى الجسد إلا بآية، ولكن الحس يذهب بسبب الخوف الذي يعرض له أو بسبب الغم الشديد الذي يعرض للنفس، لأن الله خلق الحس لأجل اللذة، ولا يعيش إلا بها، كما أن الجسد يعيش بالطعام، والنفس تعيش بالعلم والحب، فهذا الحس يخالف النفس بسبب الغيظ الذي