الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٤١٩
هذا وقد جاء في إنجيل برنابا " حيث أرسل الله النبي، ترتب عليك حتما أن تنكر حكمك، وتتبع النبي، لا أن تقول لماذا يقول هذه؟ لماذا يأمر وينهى بل قل هكذا يريد الله، وهكذا يأمر الله (1) "!
" فلما انتصب آدم على قدميه، رأى في الهواء، كتابة تتألق كالشمس نصها " لا إله إلا الله، محمد رسول الله... "، فضرع آدم إلى الله، قائلا: " يا رب هبني هذه الكتابة على أظفار أصابعي "، فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه، على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه " لا إله إلا الله "، وعلى ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه " محمد رسول الله (2) ".
(3) ويلاحظ أستاذنا المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق، أن في القرآن الكثير من الآيات الكريمة، الدالة على أن الدين أصله واحد، فمن ذلك:
(1) " والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " (سورة البقرة آية 4 و 5).
فالمتقون هم الذين يؤمنون بما أنزل إلى النبي، وبما أنزل من قبله إلى الرسل (ب) " إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والنصارى، والصابئين، من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل صالحا، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون " (سورة البقرة آية 62).
فهذه الآية تدل، على أن القرآن إذ يخبر عن أتباع دين محمد بأنهم الذين آمنوا، إنما يسوي في الأجر بينهم وبين اليهود والنصارى والصابئين، ما دام الكل يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويعملون صالحا (3).
(ج) " قل آمنوا بالله، وما أنزل علينا، وما أنزل على إبراهيم، وإسماعيل

(1) راجع ص 124 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 61 من إنجيل برنابا.
(3) لذلك، قلت مرة إن المسلم الحق مسيحي حق ويهودي حق، ذلك أن المسيحية الأولى واليهودية الأولى، كانتا تأمران بعبادة الله وحده، وبشرتا بالنبي الأمي العربي، الذي يجدونه مكتوبا عندهم، في التوراة والإنجيل.
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»