الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٨٣
الرفيق الأعلى "، قلت: إذ لا يختارنا، وعرفنا أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح، فكانت آخر كلمة تكلم بها " الرفيق الأعلى " (1)!
وهكذا لحق النبي بالرفيق الأعلى، وانقطع بذلك كربه من الدنيا وما لاقى من عنت في سبيل إنارة العالم بدين الهدى والحق، وبهذا الموت الذي كتبه الله على عباده جميعا، فارق النبي الكريم العالم الأرضي، وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بشير رفقته للعالم السماوي، حيث يسبح بحمد ربه (2) " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل، انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه، فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين "!
* * * بأبي - أيها النبي الكريم - أنت وأمي " لقد انقطع بموتك، ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنباء وأخبار السماء، خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك وعممت حتى صار الناس فيك سواء، ولولا أنت أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع، لأنفدنا عليك ماء الشؤون ولكان الداء مماطلا، والكمد محالفا، وقلالك، ولكنه ما لا يملك رده، ولا يستطاع دفعه! بأبي أنت وأمي!
اذكرنا عند ربك، واجعلنا من بالك (3) "!

(١) راجع ص ٢٩٢ من تيسير الوصول ج ٣ ص للشيباني (٢) راجع ص ٤٥٣ - ٤٥٩ و ٥٢٣ - ٥٢٦ من وحي الأحاديث المحمدية ج ١ لمحمود علي قراعة.
(٣) راجع ص ٤٩١ و ٤٩٢ من نهج البلاغة ج ١
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»