الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ١١١
البلايا، لذلك أنت الآن في الشقاء وهو في العزاء "، فصرخ الغني أيضا " يا أبتاه إبراهيم! إن لي في بيت أمي ثلاثة إخوة، فأرسل إذا لعازر ليخبرهم بما أعانيه لكي يتوبوا ولا يأتوا إلى هنا "، فأجاب إبراهيم " عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا منهم "، أجاب الغني " كلا يا أبتاه إبراهيم، بل إذا قام واحد من الأموات، يصدقون "، فأجاب إبراهيم " إن من لا يصدق موسى والأنبياء، لا يصدق الأموات، ولو قاموا "، وقال يسوع " انظروا أليس الفقراء الصابرون مباركين، الذين يشتهون ما هو ضروري فقط، كارهين الجسد، ما أشقى الذين يحملون الآخرين للدفن، ليعطوا أجسادهم طعاما للدود ولا يتعلمون الحق، بل هم بعيدون عن ذلك بعدا عظيما، حتى أنهم يعيشون هنا كأنهم خالدون، لأنهم يبنون بيوتا كبيرة، ويشترون أملاكا كثيرة، ويعيشون في الكبرياء (1) " (2) الارتداد عن الحياة الشريرة:
يستحيل على الناس أن يحبوا الله والعالم، أو أن يخدموا الله والعالم " آثروا عاجلا، وأخروا آجلا، وتركوا صافيا، وشربوا آجنا، فأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه وبسئ به ووافقه، حتى شابت عليه مفارقه، وصبغت به خلائقه ثم أقبل مزبدا كالتيار، لا يبالي ما غرق أو كوقع النار في الهشيم لا يحفل ما حرق، أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى، والأبصار اللامحة إلى منار التقوى، التي وهبت لله وعوقدت على طاعة الله، ازدحموا على الحكام وتشاحنوا على الحرام، ورفع لهم علم الجنة والنار، فصرفوا عن الجنة وجوههم، وأقبلوا إلى النار بأعمالهم، ودعاهم ربهم فنفروا، ودعاهم الشيطان فاستجابوا وأقبلوا (2) "!
ولقد جاء في الفصل السادس عشر من إنجيل برنابا التعاليم العجيبة التي علمها المسيح لتلاميذه بشأن الإرتداد عن الحياة الشريرة:

(١) راجع ص ٣٣ و ٣٤ من إنجيل برنابا.
(٢) راجع ص ٢٨١ و ٢٨٢ من نهج البلاغة ج ١.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»