" قال الكاتب " يا معلم إن كلامك حق، ولذلك قد تركنا كل شئ لنتبعك، فقل لنا إذا كيف يجب علينا أن نبغض جسدنا! الانتحار غير جائز، ولما كنا أحياء وجب علينا أن نقيته! أجاب يسوع: احفظ جسدك كفرس، تعش في أمان، لأن القوت يعطى للفرس بالمكيال، والشغل بلا قياس، ويوضع اللجام في فمه ليسير بحسب إرادتك، ويربط لكيلا يزعج أحدا، ويحبس في مكان حقير، ويضرب إذا عصى، فهكذا أفعل إذا أنت يا برنابا، تعش دواما مع الله! ولا يغيظنك كلامي، لأن داود النبي (1) فعل هذا الشئ نفسه كما يعترف قائلا " إني كفرس عندك وإني دائما معك " ألا قل لي أيهما أفقر؟ الذي يقنع بالقليل، أم الذي يشتهي الكثير؟ الحق أقول لكم، لو كان للعالم عقل سليم لم يجمع أحد شيئا لنفسه، بل كان كل شئ شركة، ولكن بهذا يعلم جنونه، إنه كلما جمع، زاد رغبة، وإن ما يجمعه، فإنما يجمعه لراحة الآخرين الجسدية، فليكفكم إذا ثوب واحد، ارموا كيسكم، لا تحملوا مزودا ولا حذاء في أرجلكم، لا تفكروا قائلين ماذا يحدث لنا، بل فكروا أن تفعلوا إرادة الله، وهو يقدم لكم حاجتكم، حتى لا تكونوا في حاجة إلى شئ " الحق أقول لكم إن الجمع كثيرا في هذه الحياة، يكون شهادة أكيدة على عدم وجود شئ يؤخذ في الحياة الأخرى، لأن من كانت أورشليم وطنا له، لا يبني بيوتا في السامرة، لأنه توجد عداوة بين المدينتين (2) "!
(١٠٨)