كما اللات ويلزم على قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الذين فعلوا وأمروا بمشابهة الأصنام والعياذ بالله من لازم هؤلاء الطغام وفي الباب أحاديث دالة على التوسل بالآثار للأنبياء والأولياء الأخيار لا جواب عنها للخصماء الأشرار منها ما في البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وفي بعض حديثها فأخرجت لي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجاها ومكفوفتان بالديباج فقالت فهذه كانت عند عايشة رضي الله عنها فلما قبضت قبضتها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها الحديث فانظر كيف يستشفون بها لكونها كانت ملبوسة لتلك الذات الحاوية لجميع الكمالات ومنها في جمع الصحيحين للحميدي عن عبد الله ابن موهب قال أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أصاب الإنسان عين أو شئ بعث بإناء إليها فخضخضت له فشرب منه فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمرا ومنها ما في الجمع بين الصحيحين للحميدي عن سهل ابن سعد في البردة التي استوهبها من النبي صلى الله عليه وسلم فلامه الصحابة على طلبها منه فقال إنما سألته إياها لتكون كفني وفي رواية أبي غسان أنه قال رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن بها وكان مراده يتسبب بها إلى الله في قبره ليندفع عنه العذاب ببركتها وهي ذات لا يتصور فيها شئ سوى كونها من آثار تلك الذات وفي الصحيحين عن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام عندها فكانت تأخذ من عرقه الشريف فاستيقظ فقال ما تصنعين يا أم سليم فقالت يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا فقال أصبت قال ابن ملك في شرح المصابيح وفيه دليل على جواز التقرب إلى الله تعالى بآثار المشايخ والعلماء والصلحاء انتهى ومنها ما في صحيح مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يأتونه بإناء إلا غمس يده الشريفة فيه قال ابن الجوزي في كتابه بيان شكل الحديث إنما كانوا يطلبون بركته صلى الله عليه وسلم لهذا وينبغي للعالم إذا طلب العوام منه التبرك في مثل هذا أن لا يخيب ظنونهم انتهى كلام الحافظ ابن الجوزي وفي كلام هذا العالم
(٢٨)