المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ٢٤
إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا فأتت قبل أن تدرك الفريضة ومعاذة أدركت عايشه رضي الله عنها وروت عنها وروى عن معاذة الحسن البصري وأبو قلابة ويزيد الرقاشي انتهى وأما رؤية العذاب لبعض الموتى فأخبر الله تعالى عن آل فرعون فقال النار يعرضون عليها غدوا وعشيا وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع ولا بد أن يكون العذاب على الروح والجسد لأن الفاعل للكفر أو المعاصي إنما هو الرح والجسد فلا يمكن أن تعذب الروح وحدها بدونه لأنه غير لايق با الحكمة والعدالة الإلهية قال العلماء فالأجساد وإن رؤيت متفتة لبعض الناس فهي في علم الله موجودة ونحن لا نشاهدها وقد رأى بعض الصحابة العذاب عيانا لبعض الموتى بأرواحهم وأجسادهم ليكون تصديقا لما أخبر الله ورسوله قال ابن القيم في كتاب الروح والسيوطي في شرح الصدور وابن رجب في أهوال القبور عن ابن أبي الدنيا عن الشعبي أنه ذكر رجلا قال للنبي صل الله عليه وسلم مررت ببدر فرأيت رجلا يخرج من الأرض فيضربه رجل بمقمعة حتى يغيب في الأرض ثم يفعل به ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك أبو جهل يعذب إلى يوم القيامة وذكر من حديث حماد بن سلمه عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال بينا أنا أسير بين مكة والمدينة على راحلة وأنا محتب إداوة إذ مررت بمقبرة وإذا رجل خارج من قبره يلتهب نارا وفي عنقه سلسلة يجرها فقال يا عبد الله اسقني يا عبد الله اسقني فلا أدري أعرف اسمي أم دعا بي كما يدعوا الناس قال فخرج آخر فقال يا عبد الله لا تسقه يا عبد الله لا تسقه ثم اجتذب السلسة فأعاده في قبره قال ابن أبي الدنيا وحدثني أبي حدثنا موسى بن داوود حدثنا حماد بن سلمه عن هشام بن عروة عن أبيه قال بينما هو راكب يسير بين مكة والمدينة إذ مر بمقبرة فإذا رجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفدا بالحديد فقال يا عبد الله انضح وخرج آخر يتلوه فقال يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى العرج قال فأصبح وقد ابيض شعره فأخبر عثمان بذلك فنهى أن يسافر الرجل وحده ومثله روى في زمن عمر رضي الله عنه وفي الباب آثار
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»